اكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي ان الجريمة الأمريكية اليوم في سوريا هي تكرار بالضبط لما جرى في العراق، ومن قام بالتأييد والترحيب والتفاؤل هم نفسهم الذين شاركوا في الهجوم على العراق، ثم عادوا يتباكون على النظام السابق لأنه سني، وحقيقة الأمر أن هذه الضربة جاءت رداً على مواقف سوريا من المقاومة للمشروع الصهيوني في فلسطين ولبنان والعراق.
وقال سماحته في خطبة صلاة الجمعة في جامعة مدينة العلم للامام الخالصي الكبير في مدينة الكاظمية “اننا ندين وبشدة الضربة الأمريكية على سوريا، والتي جرت بحجة ضرب مواقع الطائرات التي قصفت خان شيخون بالأسلحة الكيمياوية، وهي كذبة كبرى، كيف يمكن لدولة مهددة أن تستخدم اسلحة كيمياوية؟ والحقيقة ان الإدارة الامريكية ومن يعمل معها قد قاموا بتجهيز القوى الارهابية بالأسلحة الكيمياوية ومختلف الاسلحة لتدمير سوريا، ولكي يجدوا مبرراً في تدخلهم واحتلال سوريا من جديد”.
واشار سماحته الى ان المحتلين ” عادوا اليوم بمخطط جديد، وهو إعادة للمخطط الأول ظاهره مختلف، وحقيقته واحدة، وهو تدمير العراق واستعباد شعبه وتدميره وتركيعه، حتى يخضع لمخططاتهم ويعمل على ترك الدين الحق، والانشغال بالخرافات والبدع والممارسات التي تشوه صورة الدين ، ولكننا مؤمنون بأن هذا الشعب كما افشل المخطط الأول سيفشل المخطط الثاني بإذن الله تعالى”.
وتساءل سماحته ” اين أصوات المخلصين من أبناء العراق وقادتهم من السياسيين أو المرجعيات الدينية من التدخل الأمريكي المباشر في شؤون العراق عندما ترسل الإدارة الأمريكية ورئيسها الأهوج مستشاراً يهودياً حاقداً على كل القيم السماوية التي جاءت بعد موسى (ع)، دون ان نسمع صوتاً رافضاً من مسؤول في الحكومة وغيرها، هل يخافون على مناصبهم ولا يهمهم أمر العراق وما يخطط له؟! وأين صوت العلماء لماذا هم صامتون؟، هل لأنهم قرروا الاعتزال عن السياسة بعد ان ورطوا الناس فيها؟!، وما هو موقفكم الشرعي من هذه التدخلات؟!.”.
وخاطب سماحته الشعبين العراقي والسوري قائلا ” العراق أمامكم ايها العراقيون، والشام امامكم ايها الشاميون، وبلاد المسلمين امامكم ايها المسلمون، فعلى كل مسلمٍ ان يستنكر ما جرى في سوريا ولا يستمع إلى المبررات الزائفة، ولأجل ذلك نقول ان من الواجب الشرعي ما يلي:
أ- عدم المشاركة في أي عدوان على البلاد العربية أو الإسلامية مع المحتلين القادمين من خارج الحدود.
ب- رفض التدخلات الخارجية والمخططات الرامية لتقسيم منطقتنا وإضعافها والسيطرة عليها.
ت- عدم الانخداع بالدعوات الكاذبة التي تروجها الإدارات الغربية والأمريكية، وإذا كانت هناك ظلامات، فالحل لا يمكن ان يكون من خلال امريكا فهي ليست المنقذ”.
وختم سماحته الخطبة قائلا :إذا عادت أمريكا إلى العراق او دخلت سوريا فأبشروا بالنصر، وهي بداية الانهيار للمشروع الامريكي -الصهيوني، وستكون بداية المسيرة إلى فلسطين ان شاء الله، حتى نحرر ارضها ومائها وسمائها ، وان كل من وقف مع العدوان الأمريكي فإنه سيزول مع زوال هؤلاء الدخلاء، ومن وقف مع الأمة ومشروعها ومقاومتها فإنه هو الذي يبقى مع الامة وهو المنتصر ان شاء الله.