دعت مرجعية الامام الخالصي المجاهدة أبناء الأمة في كل مكان الى الوقوف مع الشعب اليمني لرد العدوان عنه ورفضه ومقاومته بكل الوسائل المتاحة، كونه يمثل الإرادة الأمريكية الصهيونية في منطقتنا، والوقوف مع هذا الشعب في تقرير مصيره دون التدخل في شؤونه الداخلية.
جاء ذلك في بيان صدر عن مرجعية الامام الخالصي في مايلي نصه:
بيان: اليمن تذبح بطائرات العدوان
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )
اليمن تذبح بطائرات العدوان
في ظل الأحداث المتسارعة التي تعصف بأمتنا، لابد لكل مخلص إن يتحرك وبكل جدية لإطفاء نار الفتن والحروب التي تجري فيها، ابتداءً من العراق وسوريا ومروراً بمصر وليبيا وانتهاءً بالأحداث الجارية في اليمن، والعمليات العسكرية التي تستهدفه من قبل بعض الدول العربية والإقليمية، وهذا التجمع الغريب والعجيب من الدول المشاركة في العدوان، والتي لم تلتقِ يوماً على موقفٍ موحدٍ حتى عندما كانت الطائرات والقوات الصهيونية وبوارجها تذبح أبناء شعبنا الصابر المجاهد في فلسطين وغزة بالخصوص.
فإن الواجب الشرعي والوطني يتطلب منا إن نتحرك بوجه هذه التداعيات الخطيرة التي تتبناها بعض الدول المشبوهة والمتورطة في أكثر من بلد عربي من خلال تمويل وتدريب القوى التكفيرية الإرهابية خدمةً للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني وأمنه واستقراره واستمرار تفوقه النوعي والعسكري في منطقتنا.
ففي اليمن الشقيق، وما يجري فيه من تطورات متسارعة ومتغيرات داخلية طارئة، يدعونا أن نقف وقفة تعقل وتأمل واستقراء كامل وشامل للأحداث لقراءة أوراق الأزمة فيها، خصوصاً بعد ان تحولت من حدث داخلي نتيجة خلاف سياسي، الى معركة شاركت فيها العديد من الدولة العربية والإقليمية، ومن المعلوم ان كثير من هذه الدول تعتبر الأساس في هذه الأزمة لالتصاقها جغرافياً وسياسياً بهذا البلد الشقيق، مما دفعها للمسارعة في التدخل العسكري لحماية مصالحها ودرأ الخطر عنها نتيجة لهذه المتغيرات، وذلك من خلال القصف الجوي بالطائرات الذي تسبب في استشهاد المئات من المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ، وتدمير البنى التحتية لليمن، وهذا العمل يعيد بذاكرتنا الى أيام قبل احتلال العراق عندما قامت الدول التي انطلقت منها هذه الطائرات بالمشاركة في العدوان عليه، وقتل أبناء الشعب العراقي العزل وتدمير بناه التحتية ومحاصرته من كل الجهات، وهذا يدل على ان من يقود هذا المخطط واحد، وهو محور الشر الذي تقوده أمريكا المجرمة ومن يسير في ركابها، وكم كنا بحاجة الى ان تُستخدم هذه الطائرات للدفاع عن شعبنا المظلوم في فلسطين المحتلة، وخصوصاً في غزة التي تذبح في كل يوم، وتعود بنا الذاكرة الى ما قامت به الطائرات الصهيونية من تدمير وقتل لأهلنا في غزة هاشم المجاهدة بمقاومتها وأهلها لتركيعها واستسلامها وخضوعها للمشروع الصهيوني.
إن مرجعية الشيخ الخالصي المجاهدة تدعو أبناء الأمة في كل مكان الى الوقوف مع الشعب اليمني لرد العدوان عنه، وتدعوهم الى رفضه ومقاومته بكل الوسائل المتاحة، كونه يمثل الإرادة الأمريكية الصهيونية في منطقتنا، وان نقف مع هذا الشعب في تقرير مصيره دون التدخل في شؤونه الداخلية، فهو ليس قاصراً ولا عاجزاً عن اختيار مصيره ومستقبله. كما نعلن موقفنا الرافض لما يجري من عمليات عسكرية وقصف جوي يستهدفه، ولابد من إيقاف كل ذلك فوراً، والعودة الى طاولة الحوار الجاد والبنّاء يشارك فيه جميع الأطراف دون إقصاء أو تهميش، فالحل لا يكون من خلال القصف الجوي والعدوان، بل من خلال الحوار كما قدمنا. ونؤكد ان الأمة يمكن ان تنتصر بشرط واحد، وهو عدم تدخل الأجنبي في قراراتها وشؤونها الداخلية، وعلى الحكام العرب ان لا ينصاعوا لتوجيهات ومخططات أعداء امتنا، وعلى علماء الأمة ان يتحملوا مسؤولياتهم الشرعية تجاه شعوبهم، والتحرك من أجل الخلاص والتحرر من سيطرة الأعداء على قرارها المصيري والسياسي، عسى الله ان يجعل من هذه المحن طريقاً للخلاص وتتحول المحنة الى منحة.
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
5 جمادي الآخرة 1436هـ
26 آذار 2015م