دعا سماحة الامام المجاهد الشيخ جواد الخالصي اعزه الله الى اعلان حالة الطوارئ على أساس وحدة العراق واستقلاله وهويته، وإيقاف العمل بالدستور الذي أوصلنا الى هذه المآسي والأزمات، وحل البرلمان، والدعوة الى عملية سياسية جديدة تؤسس لعراق قوي وموحد بلا طائفية ولا تهميش أو ظلم، يرسمها أبناء العراق بعيداً عن الإملاءات الخارجية
وقال سماحته في خطبة الجمعة في جامعة مدينة العلم للامام الخالصي الكبير في مدينة الكاظمية: علينا أن نبقى ثابتين على الحق راسخين العقيدة في توحيدنا لله، رافضين لكل أشكال الفرقة والتمزق في واقع امتنا وديننا، وعلينا أن لا نتأثر بأقوال الجهلة والمشبوهين وأصحاب الأهواء الذين تأخذهم ذات اليمين وذات الشمال.
واضاف سماحته: في شهر رمضان ذكريات أربعة، من خلال دراسة مسيرة أصحابها نستطيع أن نعطي صورة عن حقيقة هذا الدين ودعوته الى توحيد الله ووحدة الكلمة والتضحية من أجل المبادئ، توجها أبو الفضل العباس بثباته وجهاده وترجمها إمامنا الحسين الشهيد ورسخ معالمها الإمام زين العابدين في أدعية الصحيفة السجادية وتأتي ولادة إمامنا المهدي لتشرق من خلالها شمس الإسلام على البشرية كافة وعلى الامة خاصة.
واشار الى إن ما جرى من أحداث مؤلمة في الموصل وبعض مدن العراق الأخرى يجعلنا امام سؤال مهم، وهو لماذا سلمت الموصل بهذه الطريقة وكركوك وما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، ومن المستفيد من كل ذلك؟وجواب ذلك قلناه وحذرنا منه مراراً، وقلنا إن الذي يصنع الأزمات في العراق ويفجر هم الاحتلال ومن يعمل تحت أمرته، فمن كان يدعي حماية العراق وأرضه سلمها بهذه الطريقة المحزنة وهذا دليل على أنهم كانوا جزءاً من مخطط القتل المبرمج الذي يجري على أبناء العراق، والسيارات المفخخة التي تدخل من خلال هؤلاء الخونة وحمايتهم نموذج لهذه الخيانة.
واكد سماحته على ان الطائفية هي وسيلة من وسائل تدمير البلاد وقتل العباد، والظلم لا يؤدي الى قيام دولة مستقرة وآمنة، وطالبنا بضرورة الاستجابة للمطالب المحقة والمشروعة حتى لا يحتمي الناس بالعصابات المرتبطة بالمشروع الصهيوني بدعوى نصرتهم وخلاصهم من هذه المظالم.
واوضح: إن الكثير من علماء الموصل والأنبار وغيرهما من مدن العراق يقفون معنا في موقفنا الرافض للتقسيم والفتنة والدعوة الى وحدة الكلمة واحقاق الحق ونصرة المظلوم وتحقيق المطالب المشروعة، ورفض كل صوت يخالف هذه الثوابت أو يكفر أبناء الامة.
– مثلما وقفنا بوجه الاحتلال ورفضناه جملة وتفصيلاً وقاومناه وثبتنا بوجهه وقد كان يرعب العالم ، نرفض كل الأصوات التكفيرية التي تقود مشروع التقسيم الصهيوني بدعوى انشاء دولة إسلامية بهذه الصورة المشوهة والمشبوهة، فعلى العلماء اليوم أن يقفوا نفس الموقف من مخطط التقسيم بثوبه الجديد.
وتساءل سماحته:ما معنى أن يتم الاستيلاء على ما يسمى المناطق المتنازع عليها، ثم تأتي تصريحات من مسؤولين كورد بأن المفاوضات مع المركز لن يكون على أساس الحدود السابقة. هل ما يجري اليوم من قتال هو هجوم القوى التكفيرية أم هم واجهة استخدمت لغايات كشفت بعد جلاء غبرة الأزمة في الموصل وبقية المدن؟، وعليه فنحن نرفض ما جرى جملة وتفصلاً وندعو الى عراق موحد بلا فيدرالية وأقاليم ترسمها دوائر الحقد الصهيوني وأصابعهم في المنطقة.
واكد: نستنكر وندين ونتبرأ الى الله تعالى من كل جريمة جرت بحق الشعب العراقي سواء كان المقتول شيعيا أو سنيا، عربيا أو كرديا أو تركمانيا، وكذلك بقية أبناء العراق.
واشار الى ان الفرق بين أئمة الهدى وأئمة الضلال، إن إمام الهدى لا يكفر أحداً ينطق الشهادتين ولو كان من خصومه، ولذلك لم يكفر أمير المؤمنين الخوارج الذين كفروه، وعلى عكس ذلك كان الموقف من خصومه.
وقال سماحته: على الحكومة أن تعلن حالة الطوارئ على أساس وحدة العراق واستقلاله وهويته، وإيقاف العمل بالدستور الذي أوصلنا الى هذه المآسي والأزمات، وحل البرلمان، والدعوة الى عملية سياسية جديدة تؤسس لعراق قوي وموحد بلا طائفية ولا تهميش أو ظلم، يرسمها أبناء العراق بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
واوضح: نحن نرفض كل المؤامرات التي جرت على العراق، ولا نعترف باحتلال شمال العراق والمناطق المتنازع عليها، وعلى من هو حريص على هذا البلد ان لا يخاف ولا يتردد في بيان الموقف الصائب، وكفى طمعاً بالمناصب وهي التي ليس فيها خير حتى لأصحابها.
وجدد ثقته بان هذه الأزمة ستكون إن شاء الله تعالى منطقاً للفرج والانتصار وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، فالمؤمن كالسنبلة يميل عند العواصف ولكنه لا ينكسر بل يعود الى أصله، على عكس المتخشبين من الناس فإنه ينكسر في العواصف وأقل منها.
ودعا ابناء الشعب: لا تسلموا أمركم لأعدائكم فيبثوا بينكم العداوة والبغضاء والفتن، وتمسكوا بأمركم ودينكم ، وعلى علماء الامة وأهل الحل والعقد أن يجتمعوا ويقرروا مصير العراق ووحدته وسيادته.