حذر سماحة الامام المجاهد والمرجع الديني الكبير الشيخ محمد مهدي الخالصي من الاعتماد على العملية السياسية الخاطئة، ونصح الذين جاءوا للعملية السياسية وتشكبل الحكومة باعادة النظر في العملية السياسية، وتصحيح مسارهالأنها تتغير بالقرارات الفورية والخارجية، فمن جاء بأكثر الأصوات كما يقولون امكن دفعه عن منصبه لإرادات اخرى.
وقال سماحته في خطبة الجمعة في جامعة مدينة العلم للامام الخالصي الكبير في مدينة الكاظمية المقدسة ان الانتخابات في ظل العملية السياسية الخاطئة لا فائدة منها، وإعادة النظر في العملية السياسية تعني عدم ترك فراغ يؤدي إلى سوء الأوضاع أكثر ما علــيه الآن، وإذا لم يتم إصلاح العملية السياسية فلن يتغير شيء.
واضاف سماحته: نحن نطالب ونرجو ان يسمعنا الجميع ونحن نرجو لهم الخير أن يعيدوا النظر في العملية السياسية، وكل هذه الأزمات و المآسي والقتل والتفجيرات لأن العملية السياسية غير صالحة، وإنما وضعت اصلاً في ظل الاحتلال لتؤدي إلى النتائج المأساوية المشهودة.
وشدد سماحته على انه ” حتى إذا جاء اعضاء برلمان و كلهم غير طائفيين، وكذلك حكومة من عناصر غير طائفية لايمكنها الاصلاح، لأن الإطار العام للعملية السياسية بنيت على المحاصصة الطائفية، وليس على المنهاج الصالح لإدارة البلاد فلن يتغير شيء، لأن الخطأ في العملية السياسية الراهنة فهي التي تؤدي إلى كل تلك المآسي والتي تصب في مصلحة المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة.
وحث سماحته المؤمنين على الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح والسير على نهج الرسول صلى الله عـليه وآله، والثبات على الحق والجمعة والجماعة، و نبذ الفرقة والطائفية و هذه نعمة من الله تعالى وعدم الخنوع والانحناء والركوع للظالمي، وعلى الإيمان بالآخرة وهناك فرق كبير بين من يرجو لقاء الله وبين من لا يرجو لقاء الله.
وتابع سماحته: ان سيد الانبياء يخاف عذاب ربه، فماذا يقول البشر الذين يضلون و ييأسون من رحمة الله، و عصيان الله تعالى حيث قال الله تعالى على لسان نبينا: اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم، فرسول الله صلى الله عـليه وآله خير البرية يقول ذلك، فماذا يكون موقفنا نحن والتي كثرت معايبنا ومصائبنا؟.
واضاف سماحته: الموت في سبيل الله من أعظم الجهاد وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عـليه وآله يعزي مؤمناً قتل ولده في سبيل الله (لئن تقدم ولداً خير لك من ان تخلف سبعين ولداً كلهم يقاتل في سبيل الله).
بعد القاء سماحة الإمام العلامة الشيخ محمد مهدي الخالصي، خطبة صلاة الجمعة ، قامت وفود عشائرية وشخصيات سياسية وثقافية بزيارة سماحة الشيخ المجاهد، وإعلان الدعم والتأييد الكامل لما ورد في خطبته وضمن المنهج التاريخي لمدرسة الإمام الخالصي، حول الدعوة الى الوحدة والتواصل لتأكيد سلامة العراق، وسلامة شعبه وتجنب مخطط الفتنة الذي يصنعه أعداء الأمة والإنسانية، لتقسيم العراق وتفتيت شعبه: كما أجرى سماحته عدة اتصالات مع زعماء وأمراء القبائل العربية الذين رفضوا الإنجرار الى مخططات الفتنة، خصوصاً في صفحة الإقتتال الدموي الأخير وأكدوا ولاءهم للإسلام وثباتهم على وحدة الشعب والوطن، وأكدوا جميعاً على الإلتزام بالنهج الوحدوي الأصيل لهذه الامة، ورفض مخلفات الإحتلال وإفرازاته الخطيرة عبر التخندق الطائفي والمحاصصة التي بنيت عليها العملية السياسية المعلبة، والدستور الذي افرزوه لها. وقد تم التأكيد على استمرار المشروع الوطني الموحّد، الجامع بين رفض الإحتلال وإفرازاته الخطيرة خصوصاً المشروع الطائفي الدموي، ورفض مخطط الإقتتال بكل أشكاله وألوانه، واستغلال ذلك من قبل قوى الشرّ للتدخل مرة أُخرى في الشأن الداخلي، ولجلب القوات إلى العراق من جديد، بحجة محاربة الإرهاب، الذي صنعوه وقّدموه من أجل تحقيق هذه الأهداف ولمحاربة الإسلام وتشويه صورته كما يصرح الاعلام المعادي وكبار الساسة في العالم المادي حيث يدعون الى تحالف محلي وعالمي، تحت عنوان محاربة (الدولة الإسلامية)، ويتمترسون خلف النموذج المشوه الذي قدموه لاستمرار الإقتتال والفتنة ومحاربة الهدف الأكبر للصحوة الإسلامية ولحركة الأمة عبر تاريخها الطويل، وهي إقامة الدولة الإسلامية الحقيقية في الارض كلها.