استقبل العلامة السيد علي فضل الله المرجع الديني العراقي الشّيخ جواد الخالصي، وبحث معه في تطوّرات الوضع الإسلاميّ، في ظلّ ما يعانيه العراق من مخاطر سياسيّة وأمنيّة، وظهور حالات التطرّف على أرضه، وفي باقي البلدان الاسلامية والجهود المبذولة لمواجهة الفتنة الداخلية و الإحتراب والمؤتمر الذي دعا إليه الازهر الشريف والعمل على استمرار هذه الخطوات وتطويرها لتتحول إلى برنامج عمل مستمر ومتكامل يمنع استمرار النزيف الحاد في جسمها.
ورأى المرجع العراقي الشيخ الخالصي إلى أنَّ العراق يحتاج إلى عمليّة سياسيّة شاملة يشترك فيها الجميع، وأنَّ ثمة رموزاً كثيرةً من علماء السنّة والشّيعة في العراق، تجتمع وتتداول في كيفيّة الخروج من الأزمة الرّاهنة، مشيراً إلى أنَّ المطلوب هو توسعة إطار هذه اللّقاءات، واحتضان المرجعيّات الكبرى لها، معتبراً أنَّ الحلَّ ليس في تطييف المشاكل والأزمات السياسيَّة، بل في العمل لإعادة روح التّعاون والثّقة بين مختلف مكوّنات المجتمع العراقيّ.
من جهته، دعا السيِّد فضل الله إلى مواكبة كلّ المساعي الرّامية إلى التّخفيف من التوتّر المذهبي النّاشئ في كثير من الأحيان من الخطاب الّذي تنطلق به جهات وشخصيّات لا نشعر بأنها تحمل عبء المسؤوليّة الإسلاميّة الكبرى، مؤكّداً أهمّيّة وجود هيئة إسلاميّة جامعة تضمّ العلماء الواعين والمنفتحين من أهل السنّة والشّيعة على مستوى الأمَّة، لملاحقة كلّ الأزمات والفتن، والعمل على محاصرتها.
وشدّد السيِّد فضل الله على الدَّور الّذي ينبغي أن تضطلع به كلّ المرجعيات الدينيّة، وخصوصاً السنّية والشيعيّة، إلى جانب ما يُبذَل من جهدٍ سياسيٍّ لاحتواء الأزمات والفتن، مشيراً إلى أنَّ المؤتمر الأخير للأزهر الشَّريف حول مواجهة التطرّف والتعصّب والإرهاب، يمكن أن يؤسِّس لمسارٍ إسلاميّ عام، يعمل لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة الّتي تضرب بلادنا، مؤكّداً أهميّة أن يعمل الجميع لحماية الوجود المسيحيّ في الشّرق، انطلاقاً من المسؤوليّة الإسلاميّة والتاريخيّة والوطنيّة في كلّ بلد.