اكد سماحة الامام المجاهد آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي ان الهدف من احتلال العراق هو تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وجاء ذلك على لسان وزيرة الخارجية الاميركية السوداء بانهم جاءوا لكي يعيدوا رسم خارطة المنطقة من جديد باسم الشرق الاوسط الجديد، ولكن كل ذلك لم يتحقق بسبب المقاومة والمقاومين الذين ثبتوا على منهجهم، فكان صوت الحق ظاهراً وإرادة الأمة هي المنتصرة.
ودعا سماحته خلال خطبة صلاة الجمعة في جامعة مدينة العلم بمدينة الكاظمية المؤمنين الى التوكل على الله “وثقوا بنصره، واعلموا ان ما وعدكم ربكم حقاً وأنه آتٍ ومتحقق، كما وعد رسوله بفتح مكة وارتفاع راية الاسلام واندحار راية الشرك، فقد وعدنا بنصره مادامت هذه الأمة تعمل من اجل وحدتها تحت راية الاسلام التي تدليهم على الصراط المستقيم، وشعارها الثبات على منهج الحق”.
وقال سماحته ” في هذا الزمان الدلائل اصبحت واضحةً، وان نصر الله آتٍ، فالعلوم والدراسات ومدارس التحليل كلها تسير في نظرتها إلى وحدة البشرية وحاجة المجتمع إلى رسالة موحدة، وهذه الرسالة لن تكون إلا رسالة الاسلام ودعوة النبي (ص) التي دعا إليها عندما أمر بتبليغ الدعوة (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف:158).
واضاف سماحته “أنتم مدعوون أن تنفضوا عن انفسكم غبار الذل والخديعة وان تتحركوا من اجل احياء هذا الدين، وثقوا ان وعد الله بنصره آتٍ اذا ثبتم على دينكم ومنهجكم وسعيتم من اجل تحقيق ذلك بإخلاص ووعي ففي اربعينيات القرن الماضي تحدث الإمام الراحل الشيخ محمد الخالصي (قدس) في رسالته إلى رئيس وزراء إيران بان البشرية ستتحد وستجتمع، وسيلتقون عبر وسائل الإعلام ويتواصلون من خلالها، وعندها ستكون هناك حاجة إلى رسالة شاملة وإلى لغة جامعة، وهذه الرسالة هي رسالة الاسلام وهذه اللغة هي لغة القرآن. وفعلاً البشرية اليوم تسير نحو ذلك، فعلينا ان نتحمل مسؤوليتنا في أيصال الرسالة كما انزلها الله تعالى”.
واشار سماحته الى ان “ما جرى من اغتيالات وتفجيرات هي امتحان بين ان يثبت الانسان على المسيرة والاسلام، او يتخلى عن ذلك، وحتى المدارس التي تأتي بالأفكار التخريبية والتكفيرية غايتها تغيير مواقفنا لأنها تشوه صورة الاسلام، ولكننا نقول: ان كل ذلك لا يغير من موقفنا تجاه عقيدتنا واسلامنا حتى ولو جرى تشويه صورة الاسلام على ايدي هؤلاء، ولنا اسوةٌ بأمير المؤمنين (ع) عندما ظهر الخوارج حيث انه ثبت على الدين ولم يذهب باتجاه البيزنطيين او الديموقراطية الزائفة، بل قال لهم : اننا سنثبت على الاسلام الحق، ومنذ ذلك قال الإمام الشافعي : لقد تعلمنا احكام قتال البغاة من علي (ع)”.
وخاطب سماحته المؤمنين “اذا رأيتم الناس ذهبت ذات اليمين وذات الشمال فالزموا طريق محمد (ص)، وإذا رأيتم الناس قد ذهبت إلى مذاهب شتى، فالزموا طريق الاسلام ومنهج محمد وآل محمد”.
وعرج سماحته على حرب تموز مع الكيان الصهيوني قائلا”نحن نعيش ذكرى حرب تموز التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان ودور المقاومة وثبات الشعب اللبناني فيها حتى تحقق النصر على ايدي هؤلاء الابطال، ويومها ظهر صوت العمالة والخيانة ليقول للمقاومين انتهى امركم لقد جاءت اسرائيل لتسحقكم ولن يبقى منكم احد، ولكن جاء امر الله فانتصرت المقاومة، ثم ذهب هذا الكيان وقواته إلى غزة المحاصرة لتنتصر هي الأخرى كما انتصرت المقاومة في لبنان”.
واضاف سماحته “لقد كان لنا لقاء مع الاخوة في المجمع الفقهي واستبشر الأخوة المخلصون من ابناء الامة خيراً بأن الأمة وعلماءها لازالوا بخير، ولكن بعض خدم العدو والمأجورين اعترض واخذ يتحدث ضد ذلك، ونحن بدورنا نقول: من كان ينتمي إلى هذه الأمة عليه أن يعمل من اجل وحدتها وقوتها، اما من كان يعمل مع العدو فإنه يسعى إلى تمزيقها وتفريقها ويعرقل مشاريع الوحدة بين ابنائها”.
وذكر سماحته “سألني احدهم من هم امة محمد؟ لأن البعض يقول هم اتباع آل محمد (ص)، والبعض الآخر يقول الأمة هم الأكثرية، والشيعة أقلية وهم من الغلاة، فيخرجون من الأمة. وأنا قلت له: ان امة محمد (ص) هم اولياء محمد وآله، وكل مسلم هو ولي لمحمد وآل محمد، وإذا كان الشيعة ليسوا من امة محمد (ص) لماذا يسمح لهم بالحج مع امة محمد؟، فالدولة التي تشرف على هذه المناطق وتعطي تأشيرات للمسلمين للحج هي ليست من الشيعة، فكيف يسمحون لهم بذلك إن لم يكونوا مسلمين. هذا ما قلناه في مؤتمر الجزائر لعلماء المسلمين”.
وتابع سماحته “لما احتل العراق ذهب معه من ذهب، وخضع له من خضع، طمعاً في الدنيا ومناصبها، وبعضهم قال ان احتلال العراق هو فتح للعراق وعيد وطني وانه جاء بالديمقراطية، في تلك اللحظات كان صوت الحق ظاهراً والدعوة الى المقاومة على اوجها، وقلنا ان الاحتلال جاء ليدمر البلد ويحقق اهدافه، ولا بد من مقاومته، وفعلاً انتكست راية الاحتلال وانتصرت راية المقاومة”.
واختتم سماحته الخطبة بقوله “شهادة التوحيد هي المنجى لكل انسان في الدنيا والآخرة، ومن قال لا إله إلا الله دخل الجنة، والإخلاص معناه الثبات على هذا الدين، ويأتي الحج كركن من اركان الإسلام، وعلى الأمة ان تلتزم به فهو جهاد في سبيل الله تعالى بلا قتال، وليست العبرة بكثرة الحجيج، وإنما باجتماع ابناء الأمة ووحدتها ووحدة شعائرهم، كما قال الإمام السجاد (ع) ما اكثر الضجيج واقل الحجيج”.