اكد سماحة الامام المجاهد الشيخ محمد مهدي الخالصي ان “ما جرى من تجاوز على مقدساتنا سببه عيب فينا وعلى رأس هذا العيب أمراء السوء وحكام السوء.
وتساءل سماحته في خطبة صلاة الجمعة في جامعة مدينة العلم في مدينة الكاظمية: ماذا يعني حضور اكثر من 50 دولة إسلامية إلى فرنسا وهي تتعرض للسخرية من نبي الإسلام، كان الأولى بهم ان يستدعوا السفير الفرنسي في بلدانهم ليكون لهم موقف موحد تجاه هذه الجريمة النكراء.
وقال سماحته: الحل الوحيد الذي يعيد للامة عزتها وهيبتها بين الامم في العودة بالولاء إلى الإسلام لا للطائفية والعلمانية، الولاء لله وحده، وإذا بنينا وجودنا على هذا لن يجرأ احد على هذه الأرض ان يسخر من ديننا ونبينا ومقدساتنا.
واضاف: لو ان أمة محمدٍ (ص) امة المليار مسلم كان لهم تحرك واحد وموقف موحد تجاه الاحداث لغزو العالم بهذا التحرك وعرفوه معنى الإسلام، فلماذا هذا التراجع لو كان الولاء لمحمدٍ (ص) وللإسلام صادقاً لكان هناك موقف مغاير من هذه الحكومة الفرنسية المتصهينة.
وتابع سماحته: ان حضارة تبني وجودها على السخرية بعنوان حرية التعبير هي اولى بالسخرية، ونحن نقول لهم: إذا كنتم صادقين في حرية التعبير، لماذا لا تسخرون من الوجوه المشوهة في اسرائيل وكل المجرمين الذين تعرفونهم وقد ارتكبوا مجازر عبر التاريخ.
واضاف سماحته: هناك سؤال مهم هل الذي جرى من هجوم على جريدة سخيفة يستحق كل هذه الضجة الدولية؟. ام ان هناك مشروعاً صهيونياً جديد يكمل مخطط الهجوم الذي دُبر يوم 11 سبتمبر 2001م ، بعد ان اثبتت التحقيقات ان هجوم سبتمبر هو عملية مخابراتية امريكية صهيونية بامتياز، الغاية منه إثارة الرأي العام العالمي ضد الإسلام والمسلمين، وتحقيق الاهداف الصهيونية في المنطقة. كذلك اصطياد بعض المهرجين وضعاف العقول من المسلمين وتحويل جهودهم من خلال سلوكياتهم الشاذة بعنوان الإسلام لتشويه صورته، لإثبات صدق مدعيات الجهات التي خططت لهذه الهجمات، وبالتالي اصدار قوانين ومقررات لإذلال المسلمين وسرقة اموالهم وطردهم من اوروبا، بعنوان الإسلام فوبيا.
وشدد سماحته على ان : إن اقذر ما في هذه اللعبة (جريمة السخرية)، ان الصورة التي نسبوها لنبينا محمد (ص) هي في الحقيقة ليهودا الإسخريوطي الذي خان المسيح (ع)، كما يوجد في تاريخهم شخصيات خانت التاريخ عندهم، فكان اولى بهم ان يسخروا منها، مثل بلفور وهتلر وغيرهم. كذلك الباباوات الذين استحدثوا محاكم التفتيش فأغرقوا العالم الغربي بالدماء، لماذا لا يسخرون منهم؟.
وقال سماحته ان” العلمانية في فرنسا تعني الحرية لكل الاديان، ونحن نتحداهم ان تسخر علمانيتهم المدعاة من نتنياهو المجرم وشكله الشيطاني قاتل أطفال عزة وابناء الجنوب في لبنان، او ان يتكلموا عن البابا الأخير الذي ايضاً تحدث عن العلمانية وحرية الاديان وهو القائل عند مجيئه (ان محمداً جاء بكل شيء شرير) مع علمه ان النبي محمد (ص) هو الذي برأ المسيح من كل الاتهامات التي وجهت إليه من قبل اليهود”.
وجدد سماحته التأكيد على “نحن لا نقبل ان يقتل بريء بجريرة غيره، وديننا يمنع ذلك، والإسلام جاء وقضى على الدوافع العشائرية مبيناً ان الانتقام حالة جاهلية كما ورد في قوله تعالى (لا تزر وازرة وزر اخرى)، بل يجب القصاص من الجاني بعينه دون غيره، بينما الغرب يتجاوز كل هذه الحقائق ويحاربون محمد وأمته، لأن هذا الاسم الذي هو الرحمة المهداة يرعبهم دائماً”…نحن لا يهمنا ان يسخر مجموعة من التافهين بمقدساتنا، ولكن على الدولة التي تدعي العلمانية وحرية التعبير ان لا تنزعج من ردود الفعل المعاكسة، فماذا يعني ان تحرّك الحكومة الفرنسية حاملة الطائرات متوجهةً إلى منطقتنا العربية محملةً بـ (30) مليون نسخة من هذه الجريدة المسيئة لشخص النبي محمد (ص)، ألا يعني ذلك ان هذه الحكومة تتبنى هذه السلوكيات الشاذة وهذا الفعل المشين .
ودعا سماحته: ابناء العالم الإسلامي ان يجعلوا من كل جمعة جمعة الصلاة على محمد، وان نعلن اننا جميعاً اتباع محمد (ص)، وأدعو العالم الإسلامي الذي لا يملك الأسلحة الفتاكة ان تكون جمعة (الصلاة على محمد) هي العنوان البارز لمنهجها، فهي القوة التي لا تقهر. ..ان هذه الأمة لازالت بخير مادامت تصلي على نبيها (ص) وتتمسك بسيرته، رافضةً للحكام الظلمة الذين سلطتهم السياسات الصهيونية والغربية على رقاب المسلمين.