اكد سماحة الامام المجاهد الشيخ جواد الخالصي ان الشعارات والادعاءات لاتنفعنا في هذا الزمان، بل ينفعنا العمل الصالح والايمان الصادقة والولاء الحق والثبات على هذا الدين، وان لا نقع في الخطأ، وهو إن وقع من المسلم فإنه أكبر من خطأ العدو، لأنه يعطي للعدو كل مبررات الجريمة.
وقال سماحته في خطبة صلاة الجمعة في جامعة مدينة العلم للامام الخالصي الكبير في مدينة الكاظمية: لقد مرت على العراق اليوم أكثر من عشر سنوات منذ احتلاله، وكم نصحنا وكم دعونا وكم تحدثنا، ونعود اليوم لنقول من جديد: أن ما يجري في المنطقة من قتل ودمار وخراب كله من صنع الأعداء وليس من ابناء الامة وان الذين يشوهون صورة الاسلام يعملون في خدمة اعداء الاسلام، والاسلام منهم براء ، وان من يدعو الى إقامة الدولة الاسلامية لابد له من حقن دماء الامة ووحدة ابنائها وان يعيش الجميع تحت خيمتها سواء كانوا من المسلمين أو من غيرهم، لا أن تكون سياسته ونهجه القتل والدمار والتفخيخ وتهجير الناس.
واضاف سماحته: دول الغرب التي تتباكى من أجل مكافحة الارهاب وترسل السلاح الى شمال العراق، هم الذين يصنعون الارهاب، والاسلحة التي يرسلونها هي لتقوية الانفصاليين وحتى يقسموا هذا البلد، ويكملوا مشروعهم في المنطقة.
واشار الى ان واجبنا أن نكافح الارهاب كأمة واحدة، ونرفض الاصطفاف الطائفي، حتى لو خدع العدو بعض الناس وأوهموهم بالعناوين الطائفية، لابد لنا من العمل على زيادة وعي الامة وتجاوز هذه الدعوات.
وبينما دعا سماحته عشائر بغداد الى الدفاع عن بغداد من أجل العراق كل العراق، وكذا الحال في بقية المحافظات، فمصلحة الوطن مقدمة على كل المصالح، جدد تأكيده على ان العملية السياسية في العراق فاشلة وميتة ولن تخرج العراق من أزماته، وهذه الأزمات ليست في شخص ذهب وآخر قادم، وإنما في اصل بنائها عندما شرعها المحتل وتسابق عليها ساستها، ولو جيء بخير الناس ودخل فيها فإنه سينقلب ويتحول الى وجه آخر لا خير فيه لهذه الأمة.
وقال سماحته ان التغييرات التي جرت فيها هي تغيير وجوه فقط، وهم في الواقع أساس الفتنة وهم صناعها، وما جرى تكريس واضح للمحاصصة التي قلنا أنها تقتل العراق ولن تخرجه من محنته، لماذا هذا الاصرار، نحن نتشرف أن تكون الحكومة كلها من الأكراد الصالحين بشرط أن يكونوا في خدمة العراق ويؤمنون بوحدته، كذلك نتشرف أن تكون الحكومة كلها من العرب – شيعة أو سنة- بشرط أن يعملوا من أجل العراق ووحدته.
وشدد سماحته على ان مشروع الأعداء لا زال خطيراً على الأمة، ولكن نحن بفضل الله ومنته نأمل أن يكون نهاية لهذا المشروع على أيدي أبناء العراق ونتجاوز مراحله الصعبة.
وخاطب سماحته المؤمنين قائلا: أيها الناس لا ينفعكم في سفركم الطويل والموقف الصعب والموحش الى الله، إلا أمر واحد، وهو تقوى الله سبحانه، وقد قال تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ، والمؤمن الحق يعمل الصالحات بعد العقيدة السليمة ويعمل بما أمر الله ويؤتي ما يؤتي من خير ثم يأتي خائفاً من أن يكون قد عمل عملاً صالحاً وهو يرجو غير الله فيه. فأين هو من أولئك الذين يعملون للدنيا وارضاء المخلوق ولو كان ذلك بسخط الخالق.
واضاف سماحته: أيها الانسان إذا كنت لا تحب الله وسوله، فمن تحب؟، وإن كنت لا تسير على منهج علي (عليه السلام) الذي هو منهج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فعلى أي منهج تسير، لا يصح أن نقول بأننا مسلمون ونعمل بأفكار وأطروحات مستوردة وغريبة عن الدين.
وتابع سماحته: لا تنسوا ساعة الموت ولا تنسوا وحدتكم في قبركم ولا تنسوا سؤال منكر ونكير والبرزخ، ولا تنسوا ان الدنيا دار فناء وان الآخرة دار بقاء، فأنت إما ان تحشر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإما أن تكون مع الامبريالية العالمية وأعداء الدين، إما أن تكون مع الله ، او تكون مع الشيطان، فاختر لنفسك الموقف الصحيح الذي يسعدك في آخرتك.