اكد سماحة المرجع الديني الامام المجاهد الشيخ جواد الخالصي ان أكبر رايات الضلال هي رايات التحالف الدولي التي تدّعي انها جاءت لمحاربة القوى التكفيرية ولكنها في الحقيقة على عكس ذلك، ورايات ادعياء الدين المنحرف فهي رايات كلها انحراف وإساءة وتشويه للدين.
ودعا سماحته في خطبة صلاة الجمعة في جامعة مدينة العلم للامام الخالصي الكبير في مدينة الكاظمية ببغداد المسلم المؤمن الى ان لا ينضم إلى هاتين الرايتين ولا يسلم زمامه إليهما، بل يبقى في موقع الرايات المؤمنة التي يدافع معها عن بلده وأهله، ويرفع راية الإسلام المحمدي الحق الذي يوحد الاوطان ويجمع الصفوف ويحقن الدماء ويعيش الناس كل الناس عدله وقيمه ورحمته.
وقال سماحته مخاطبا المؤمنين: اهتدوا بهداية الله تعالى واستعينوا به وتوكلوا عليه، فهو الحي القيوم مجيب الدعوات الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو القريب من العباد الذي أوجد الكون والانسان ليكون الدليل عليه للعباد، فالفائز بجنان الله هو من سلك طريق الله، والخاسر هو من اتبع هواه واستجاب للشيطان الذي قال للإنسان أكفر فلما كفر قال: اني بريء منك، إني اخاف الله رب العالمين.
واضاف سماحته: في مواجهة الفتن لا منجى منها إلا بالعودة إلى الله تعالى، والفتنة هنا بمعنى الامتحان والاختبار والحياة كلها امتحان، فالفقر امتحان والغنى امتحان والصحة امتحان والمرض امتحان والسجن امتحان والحرية امتحان، فكونوا في هذا الاختبار على استعداد واعدوا جواباً لكل سؤال.
وتابع سماحته: في هذه الأيام يعيش الانسان اختباراً بشكل آخر له علاقة بالأزمة التي تعيشها الأمة والفتنة بين صفوفها فنحن نقول لا إله إلا الله وهي الضمانة لدخول الجنة، وهي ليست قلقلة في اللسان، وإنما هي عمق الإيمان، فقد يقولها بعض الكفار ولا يؤمنون بها. ولكن المشكلة ان قوماً يقفون امامنا يقولون ايضاً لا إله إلا الله، فكيف يستطيع المؤمن ان يفرق بين الرايتين ولا يقع في حبائل الشيطان. اقول: اننا نختلف عنهم في تقديرنا لهذه الراية ونشعر بالخشوع أمامها، والفرق بين الأمرين هو صدق الايمان وصدق العمل بالأحكام، فعدم العمل بما أمر الله فيه دلالة واضحة على انحراف الراية، كذلك أن يكون لك إمام هدىً وإمام عدلٍ تسير على عدله، فإذا لم يكن ذلك، فمن أين تأخذ عدلك؟، إما ان تأخذه من كتاب الله تعالى ومن سنّة رسوله ومنهج أهل بيته، وبه تزول الجبال ولا يُزال، وإما أن تأخذه من صفحات الأنترنت والرجال، وهذا الطريق واضح البطلان.
ان كثيرٌ من الذين يقتلون الناس وهم يحملون راية لا إله إلا الله زوراً كانوا من غير المتدينين، وكان الكثير منهم يعمل مع الظالمين بل هو الظالم بعينه، وآخرون مجهولون لا يُعرف لهم دين، فهل هذه راية حق أم راية ظلال؟.
لقد تعددت الرايات اليوم، ومنها تعدد رايات الضلال، وأكبر رايات الضلال هي رايات التحالف الدولي التي تدّعي انها جاءت لمحاربة القوى التكفيرية ولكنها في الحقيقة على عكس ذلك، وكذلك رايات ادعياء الدين المنحرف فهي رايات كلها انحراف وإساءة وتشويه للدين، فعلى المؤمن ان لا ينظم إلى هاتين الرايتين ولا يسلم زمامه إليهما، بل يبقى في موقع الرايات المؤمنة التي يدافع معها عن بلده وأهله، ويرفع راية الإسلام المحمدي الحق الذي يوحد الاوطان ويجمع الصفوف ويحقن الدماء ويعيش الناس كل الناس عدله وقيمه ورحمته.
وتساءل سماحته: ماذا يعني ان يستعين البعض بقوات اجنبية اخرجتها رايات المقاومين بدعوى تحرير مناطقهم من الدواعش، وماذا نفعل امام قصفهم وادعائهم الحرب على داعش، والأخيرة تنتشر ويزداد توسعها، ثم لماذا سرتم خلف الدول الكافرة ومددتم القوى التكفيرية بالمال والسلاح لتحقيق اهداف الغرب، ثم تقومون اليوم بمحاربتهم وتدعون العالم للوقوف معكم في ذلك بعد ان انقلب السحر على الساحر؟.
واضاف سماحته: نحن أمام جريمة مقتل الطيار الأردني يرد تساؤل مهم: ماذا كان يصنع هذا الطيار؟ هل كان يقاتل داعش، وكيف اسقطت طائرته؟. هناك من يقول ان الطائرة اسقطت من قبل الطائرات الأمريكية ولم تسقطها صواريخ داعش الصغيرة. وما جرى من عملية حرق غايته تصعيد الاوضاع في المنطقة لكي تكون هناك اصوات تدعوا للمشاركة في الحرب.
وشدد سماحته على ان : من راهن على امريكا فلينظر إلى نتائج هذا الرهان، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، ونحن متوكلون على الله ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
وذكر سماحته المؤمنين: لابد من الوحدة بين ابناء الأمة ولابد من وجود فئة مؤمنة تسعى لذلك لكي يتحقق النصر ويبقى العراق قوياً عزيزاً، اما من يدعو إلى الفرقة ويسرق أموال البلد ويعمل جاهداً من اجل تقسيمه فهو الخاسر والمهزوم.
واوضح: أكبر شاهدٍ على طاعتنا لله هو حراستنا للدين، والحرقة التي تصيب المؤمن إذا جرى تجاوز على حرمات الإسلام دليل على صدق إيمانه ووعيه، فإذا رأى تشريعاً يستحدث ينظر إليه، هل هو من الدين ام من غيره؟ فإن كان من الدين استبشر به واعان على تطبيقه، وإن كان من غيره رفضه ووقف بوجهه، ومثال ذلك ما جرى من حديث مطول حول الميزانية وهي اموال الأمة، وكيف أُقرت؟. اقرت بعد افلاس الدولة وافلاس الأيدي، فرئيس الجمهورية يعين موظفة بعشرات الملايين وله عدة نواب ومستشارين وكل هؤلاء لهم حصتهم من هذه الأموال مع العلم أن منصب الرئاسة منصب فخري لا مهام له، وكذلك مجلس النواب ومجلس الوزراء وماخصص لهما من رواتب، لهم ولحماياتهم. فإذا كان مصير البلاد بأيدي هؤلاء فلن تجد له نتيجة إلا الدمار والخراب والافلاس، لذلك يجب ان تكون هناك اصواتٌ توحد ابناء هذه الأمة وتقف بوجه الفساد والسرقات والاصوات المفرقة والمتآمرة والمقسمة.
وختم سماحته الخطبة بقوله: نحن لا نسمح لمن يقف بوجه الارهاب ويقاتله ان يمارس الارهاب بوجه الآخرين، فهناك جهات اخطر من الدواعش كما قال ذلك أحد المسؤولين يجب ان يتحرك الجميع من اجل ايقافها، لكي لا تشوه صورة اللذين يدافعون عن البلاد ويحافظون على وحدتها و وحدة ابنائها.