الاقزام العرب في اسطبل داوود

نادية العبيدي


لم يتناد الاقزام العرب للعروبة الذبيحة في فلسطين حيث الطغيان الصهيوني يفتك باهلنا بكرة وعشية ، فلا منزل آمن من بطشه ، ولا مزرعة كروم ، ولا شجرة زيتون.
ولم يتناد الاقزام العرب للمقدسات الاسلامية الاسيرة في فلسطين حيث حرماتها على مدار الساعة ، وتهد بأقترعها لتشيد مكانها شواخص لعنصريتها وطغيانها واستبدادها .
ومن قبل لم يتناد الاقزام العرب للدم العروبي الهطول على ربى فلسطين عندما شرعت عصابات الهاغانا والارغن في ذبح اهلنا المتشبهثين بأرضهم ، وتهجير غيرهم ، والشروع بالمشروع الصهيوني الاستعماري الاجلائي الاستيطاني التوسعي ذي الهدف البغيض (ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل)!!.
ولم يتناد الاقزام العرب عندما اغارت عبر فضاءات دولهم طائرات الصهاينة ، وعبر مياههم البحرية زوارق الصهاينة ، لتدك مشروع التويثة النووي العراقي للاغراض السلمية في بغداد الحبيبة ، ولتقتل قياديي الثورة الفلسطينية في تونس وبيروت.
ولم يتناد الاقزام العرب والصهيونية تحيل بيروت وجنوب لبنان الى خرائب واطلال وتشيع الموت والدمار فيهما نهاراً جهاراً وعلى رؤوس الاشهاد.
لم يتناد هؤلاء الاقزام العرب لكل هذا وغيره ، لكنهم تنادوا الى ذبح ليبيا عندما قالت للطغيان الاميركي الاوربي الصهيوني الصليبي (لا) ، وعندما رفضت ان يكون النفط الليبي لغير الليبيين ، وعندما قاومت ولم تنخرط كسواها في (اسطبل داوود) حيث الاستسلام والخنوع والذل للصهيونية ، وحيث التنازل عن الارض العربية السليبة لشذاذ آفاق الدنيا ورمز العنصرية والاستغلال ( اليهود الصهاينة).
وتنادى الاقزام العرب ممهورين بالخسة ومختومين بالدناءة الى محاولة عزل سورية ، بيت العروبة ، ودار القوميين ، ومحج الثوار ، فسارعوا كالعبيد في بلاطات سلاطين الصهاينة واوربا وامريكا الى استصدار قرار بتعليق عضوية سورية ، وسورية مؤسس للجامعة ، قبل ان تظهر دول بعضهم الى سطح خارطة العالم السياسية ، بل واوغلوا في اتخاذ قرارات عجيبة غريبة في فرض عقوبات سياسية واقتصادية و كأن الذي سيعاني جراء هذه العقوبات ليس شعب سورية المكافح عن كرامة العروبة والمنافح عن كبريائها وعزتها وشرفها وارضها وقيمها وتأريخها وحاضرها ومستقبلها.
تنادى هؤلاء الاقزام كالمحضيات الرخيصات لتلبية أمر اولاة امرهم وحماة عروشهم والقابضي على شهيقهم قبل زفيرهم في لندن وباريس وواشنطون واسطنبول وتل ابيب ، في رفع غطاء الجامعة العربية عن سورية الابية متوهمين ان رفع هذا الغطاء سيوهن الصمود السوري وما دروا ان قلوب العرب الاحرار الشرفاء ستكون آباراً لتعضيده ، وان صدورهم ستكون سوراً له ، وسورية اصلاً اقوى من ان يوهنها الاقزام ، واصلب من ان تنال من جدارها طرقات المجرمين وادلاء والاتباع والاقزام الصغار.
طوبى لسورية وهي تكتب الآن تأريخاً عربياً جديداً ، والموت للاقزام العرب اينما كانوا.

Facebook
Twitter