في تطور لافت لأزمة رئاسة إقليم كردستان، أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني استعداده لتقديم مرشح قوي للرئاسة إذا لم يتم التوافق على حل للأزمة، فيما دعت كتلة التغيير الكردية، رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الى ترك رئاسة الإقليم، مبينة إن بارزاني لم يقدم شيئا لإقليم كردستان إلا الأزمات.
وقالت القيادية في الكتلة شيرين رضا بحسب وسائل إعلام محلية، أن “إقليم كردستان لديه شخصيات كثيرة مؤهلة لرئاسة الاقليم لكن حزب بارزاني متمسك بزعيمه”، موضحة انه “لا يحق لبارزاني قانونا تمديد ولايته أو ترشيح لولاية ثالثة”.
وتسعى الأحزاب الكردية على إزاحة بارزاني في منصبه بعدما تحول إلى رمز للدكتاتورية، والتمرد على دستور الإقليم، وجمع الثروة بين أفراد أسرته، بحسب مصادر كردية في أحاديث لـ”المسلة” لكنها رفضت الكشف عن اسمها.
وأنهت الأحزاب الأربعة الكردية، الاثنين الماضي، اجتماعها التشاوري لبحث نتائج الاجتماعات السابقة بشأن رئاسة إقليم كردستان، فيما أكدت أن الموقف النهائي للأحزاب متوقف على الاجتماع مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.
فقد أعلن ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده جلال الطالباني، عن تقديم مرشح قوي للتنافس على انتخابات رئاسة إقليم كردستان، مؤكدا ان الاتحاد الوطني مع التوافق ضمن مشروع الأحزاب الأربعة.
وأضاف ان على الأطراف السياسية العمل وبجدية للتوصل إلى توافق سياسي يحقق أهداف وتطلعات شعب كردستان، موضحا انه في حال إجراء انتخابات مبكرة، ستتفق الأحزاب الأربعة على مرشح قوي لرئاسة إقليم كردستان.
وكانت الأحزاب الكردستانية الأربعة، قد وضعت أمام الحزب الديمقراطي الكردستاني، خيارين لحل أزمة رئاسة الإقليم، الأول، انتخاب رئيس الإقليم عبر الشعب، أما الخيار الثاني فهو انتخاب رئيس الإقليم عن طريق البرلمان ولكن بتحديد صلاحيات رئيس الإقليم.
ويذكر أن مسعود البارزاني، تولى رئاسة الإقليم في عام 2005 واختير داخل البرلمان وبعدها في انتخابات مباشرة جرت عام 2009، وفي عام 2013 وبعد انتهاء ولايته تم تجديدها لمدة عامين بعد أن حدثت خلافات بين الأحزاب الكردستانية حول إجراء استفتاء على مشروع دستور الإقليم. ومنذ انتهاء فترة السنتين في 20 آب أصبح المنصب شاغرا حتى الآن.
واتخذ البارزاني من الدعاية لمشروع الدولة الكردية وسيلة، للبقاء في السلطة، والمشكلة من وجهة نظر الكثير من المتابعين ليس في الدعاية للدولة الكردية، فهذا امر متروك للشعب الكردي كخيار، لكن المشكلة في الأساليب القذرة التي يتبعها بارزاني للوصول الى هذه الغاية وأبرزها سرقة النفط والاستحواذ على القرى العربية المحاذية للإقليم والسيطرة على المناطق المتنازع عليها.
وفي هذه الصدد توقّع الخبير العسكري والمحلل السياسي وفيق السامرائي على صفحته التفاعلية في “فيسبوك” ..”لا تنتبهوا إلى ما يقول بارزاني عن حتمية الدولة الكردية وصعوباتها فهذا كلام استهلاكي”.
وفرضت الظروف السياسية نفسها على الدكتاتور الكردي المتمسك بكرسي الحكم، فبينما يسعى إلى فرض نفسه قسرا، رئيسا أبديا لإقليم كردستان، سعى إلى شعار الاستقلال عن حكومة المركز لدغدغة عواطف الشعب الكردي وإلهاءه، عن أغراضه في السلطة الأبدية، حتى اذا استتب له الأمر، عزف عن تصريحاته النارية ضد بغداد، آملا في الحصول على الدعم المالي والسياسي في صراعه مع المعارضة الكردية، كما إن انخفاض أسعار النفط لجم أرادته وكبريائه في الاستقلال والاستحواذ على ما يستطيع من ثروات العراق النفطية.
ويسعى بارزاني إلى إحكام السيطرة على كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، معتقدا ان بقاء تنظيم داعش في العراق سيشغل الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، وكلما طال الزمن ترسخ الوجود الكردي في كركوك والقرى العربية والمناطق المتنازع عليها.