الاحتلال وتجارة الرقيق كتاب في حلقات الحلقة الثالثة بثينة الناصريبثينة الناصري

شركة امنية اميركيةتنقل مومسات (أجنبيات)  من الكويت الى المنطقة الخضراء

 

 

كيف أصبحت (كردستان) منطقة ترفيه : فنادق وبنات وسماسرة!!

 

 

هذا هو حال وزارة الخارجية الأمريكية وهذا هو حال حكومة الدمى . تعالوا ننظر من الذي يحكم العراق فعلا، ومن الذي يبيع ويشتري لحم العراق.

 

الشركات: العالم اصبح سوقا حرة وكل شيء صالح للبيع حتى البشر. تجارة البشر الآن تجلب أرباحا أكبر من تجارة المخدرات. لسبب وحيد وهو أن الحكومات لم تضع حتى الآن قوانين لحظر هذه التجارة. كثير من الدول تطبق على هذه الجريمة عقوبة (الهجرة غير الشرعية) وأقصى عقوبتها إعادة ترحيل المتورطين. وربما تهمة استخدام  وثائق مزيفة للدخول للبلاد. وداخل نفس البلد، تخلط الحكومات بين (الدعارة ) التي تمتهنها بعض النساء بإرادتهن ، والدعارة القسرية التي تجبر عليها المخطوفات او (البضائع البشرية) في هذه التجارة. وهناك دول تعيش على هذه التجارة التي تدخل موارد بالمليارات كل سنة. مثل تايلاند ، ودول عربية في الخليج. وحين تكون هناك قواعد عسكرية في المنطقة ، فلابد أن تبزغ دولة ترفيه قريبا منها. والجيش الأمريكي يمنح العسكر إجازة إجبارية مدفوعة تسمى R&R  للراحة والاستجمام، بعضهم يقضيها في بيته وبين عائلته، ولكن معظم الجنود يفضل أن يذهب الى مناطق الترفيه، وكلمة (ترفيه) ترتبط ارتباطا وثيقا بالجنس في عرف الجيش. وهكذا تنشط هذه التجارة المزدهرة في تلك المناطق. وفي العراق أصبحت (كردستان) منطقة ترفيه : فنادق وبنات وسماسرة!!

 

تتوفر ظروف التجارة بالنساء كالتالي:

 

  1. وجود حالات نزاع أو حرب أو تشرد او تهجير. أو كوارث طبيعية ضخمة .
  2. زيادة الجوع والفقر بسبب الظروف أعلاه وانعدام فرص العمل. خاصة حين تدمر المعامل والمصانع والمصالح . كالحالة العراقية المثالية بعد الغزو.
  3. وجود قوات اجنبية بأعداد كبيرة . لا تختلف الحالة لو كانت قوات سلام تابعة للأمم المتحدة.
  4. وجود أعداد كبيرة من النساء الوحيدات بدون معيل (ارامل – مطلقات) بسبب ظروف النزاع اعلاه.
  5. إنعدام الدولة والقانون وانفلات الأوضاع.
  6. التدهور الاخلاقي بسبب كل هذه العوامل.
  7. حالة الغابة وافتراس القوي للضعيف والرغبة في تأكيد الهيمنة ، والنساء والاطفال هم أضعف الشرائح الاجتماعية. وبيع الجسد قسرا (بسبب كل هذه العوامل) هو إغتصاب بالمعنى الحقيقي للكلمة.  
  8. طلب كبير على (البضاعة) سواء من قبل القوات كما أسلفنا أو من قبل قوى الأمن المحلية التي تعمل بإمرة المحتل وتحتمي به وترتزق منه. وكذلك من قبل دول الجوار الغنية  التي لديها قواعد عسكرية أيضا وتريد ان تعفّ نساءها من التعرض للمضايقات والإغتصاب، فتستورد إناثا من الخارج، وليس أرخص من مخطوفة او جائعة تعمل من اجل إشباع اطفالها، او متورطة مخدوعة جاءت لتعمل ممرضة فإذا بها تجبر على عمل آخر.
  9. هناك زيادة في الطلب تقابلها زيادة في العرض. والبضاعة يمكن أن تعطيك أرباحا متكررة ، فأنت تبيعها  أكثر من مرة ، بل ربما عشرات المرات في اليوم الواحد.
  10. لوحظ أن البنات أنفسهن يجندن فيما بعد الصديقات والأخوات. كما كان يطلب من المترجمين في القواعد العسكرية تجنيد أصدقائهم ومن يثقون به.
  11. عدم وجود تشريع يجرم هذه التجارة حتى في الدول المستقرة.
  12. زيادة الإ ضطرابات في العالم وبالتالي زيادة المعروض من البضاعة. معين لا ينضب.

 

الآن لدينا  المتورطون في هذه التجارة :

 

  1. شركات مرتزقة لها باع طويل في تجارة الجنس
  2. سماسرة محليون ومن مختلف الجنسيات مهمتهم اغواء وايقاع الفتيات والنساء بسبب الحاجة أو الجهل ، وعن طريق الإجبار او الخداع أو الخطف. فهذه تجارة رابحة .
  3. هناك طبعا شريحة من النساء يعلمن لحسابهن ، من أجل لقمة العيش او لانتهاز فرصة زيادة الطلب من أجل الإثراء.
  4. اشتراك رجال الأمن الفاسدين والذين مهمتهم مكافحة  هذه التجارة ، في جني الأرباح ، بل حتى يشتركون في توجيه أو إجبار النساء على الدعارة كما  نرى في تقرير الصحفي سوران مامه حمة في كركوك ، في فصل أخر. كما أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية يشير الى هذه الحقيقة  ايضا.
  5. اشتراك مسؤولين عن دور رعاية وايتام وملاجيء نساء وحيدات كما تطرقنا آنفا.

**

في رواية نجيب محفوظ الرائعة (زقاق المدق) ، تصور دقيق لما يمكن أن تفعله  الحرب بالنساء.

 

حميدة التي قامت بدورها الفنانة القديرة شادية،  بنت الحارة الفقيرة ، تحولها الحرب ووجود جنود احتلال إلى عاهرة عن طريق قواد يزعم حبه لها ورغبته في نقلها  الى حياة أفضل تليق بجمالها، فتطاوعه وتهرب معه.  وكانت قبلها مخطوبة لواحد فقير مثلها ، لم يجد أمامه طريقاً لبناء مستقبله إلا أن يعمل في  معسكر للإنجليز، وبعد أن جمع شيئا من المال،  وفي طريق عودته  إلى الزقاق للزواج من محبوبته حميدة ، يتوقف صدفة  في الحانة التي انتهى  بحميدة الحال أن تعمل فيها راقصة، فإذا به يراها جالسة في  احضان الجنود الإنجليز، فيصعد الدم الى رأسه ويندفع للعراك مع  الجنود فيقتل.

 

هذا مايحدث للفقراء من ابناء البلد المحتل، رجال يقتلون ونساء (يقتلن) بطريقة أخرى، وهناك سماسرة يبيعون  ويشترون. أثرياء الحرب الجدد.

 

إذن أطراف الصفقة :

 

  1. بضاعة رخيصة (نساء واطفال)
  2. زبون (عسكر وحرامية): جنود وشرطة ووزراء وامراء وخفراء وناس عاديون. أجانب وعرب وجرب ومحليون.
  3. سماسرة (أفراد وجماعات)
  4. شركات دولية (مافيا وعصابات) يديرها عادة نفس القادة العسكريين الأمريكان الذين دمروا البلد الذي يتاجرون بشرفه الآن.
Facebook
Twitter