جميل حزنك ايتها البهية الراقية
كبيرة هي عبراتك المترقرقة على وجنتيك الملتهبتين
راقية هي ابتسامتك الخجلة رغم الالم
اتاملك كل مساء وانت تلملمين اطراف ثوبك المنسدل بخفر البراءة وتلفين ذراعيك الرقيقتين بصلابة محتضنة اولادك وانت تحاولين ان تمنحيهم عبق دفء في ليل شتائي بارد، تمنحيهم من روحك الصابرة وتعضين على صبرك الجاثم كحجر فوق صدر الزمن متحدية كل انهار العزلة من حولك .. اتأمل خصلات شعرك المنسدل على ظهرك الذي احدودب لانك تعودت ان تحتضني اولادك وتسقينهم من فيوضات حنانك وتسكنيهم في شرايينك المتفجرة عطفا والقا، وها انا ارى اطفالك يرتعون ويلعبون فوق اكتافك ويهمسون حبا وسموا بك مصطحبين معهم اقرانهم واصدقاءهم متلفعين بقوة ارادتك كي تفتحي حجرك الذي ما منعته يوما عن كل من يقصدك ويقصد بيتك الغني رغم بساطته لكنه غني بك وقلبك الذي تصيرينه زادا لهم وللغرباء..
اتاملك يا شام كل مساء وانا التقط الابتسامة البكر من فوق شفاه اولادك رغم قساوة الظروف وقساوة الحياة لكنهم الاقوى .. ارقب الفجر وهو يطل خجلا من ليل قد اغفل حلم صبية او ربما اغفل قلب ام تنتظر ان يطل عليها وجه قد ودعته بالامس القريب متلفعا بالبزة العسكرية وهي تلوح له بيد وتمسك المصحف لترتل بعضا من آياته باليد الاخرى ..
اتلمس همس عصافيرك فتورد في اوطانا من امل وتزهر على ضفاف روحي ازاهير من فرح وبيادر من سنابل فترنو اليها الزرازير بضحكات مصحوبة بقهقهة اطفال غادرت توا الى رياضها .. ممتزجة بفرح الطفولة ضحكة الصبايا المارقات ذهابا وعودة وانا احفظها عن ظهر قلب من خلف نافذة زجاجية يرتسم عليها برد شتاء قاس .. انفاس عبير عطرك يملأ روحي فتتفجر منها عناقيد من الكروم المعلق في سوابيط ملتوية على درابزين بيوتك الشامية …
ساهمس في عنقاء روحك ايتها الابية
اشهد ان لا بلاد الا انت
واشهد ان لا امان الا بك
واشهد ان لا حب الا في حضرتك