تواجه هيمنة أسرة البارزاني على مقاليد السلطة في إقليم كردستان العراق، والسعي الى إبقاء بارزاني لفترة ثالثة، بالرفض الشعبي، حيث يتوقع مراقبون تظاهرات عارمة في الإقليم.
فقد رشق متظاهرون بمحافظة السليمانية، السبت الماضي والايام اللاحقة، مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني شرق المحافظة بالحجارة، فيما رد حراس المبنى عليهم وأصابوا ستة متظاهرين.
وقالت مصادر إن المتظاهرين في السليمانية رشقوا، مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني، في بلدة سيد صادق شرقي السليمانية، بالحجارة.
واشارت الى ان أسرة بارزاني اتخذت الاحتياطات اللزمة للفرار الى خارج الإقليم فيما اذا تصاعدت خطورة الأوضاع.
وأضافت إن عناصر الحماية المكلفين بحراسة المبنى ردوا على المتظاهرين بالحجارة أيضا، ما أسفر عن إصابة 6 متظاهرين بجروح متفاوتة، لافتا إلى أن المظاهرات متواصلة في اغلب مدن السليمانية.
وطفا فساد في بغداد وأربيل، برغوته على السطح. ومثلما آلت الاحتجاجات عليه إلى تظاهرات في بغداد، تجددّت مثيلتها في أربيل، لكنها كانت “أكثر حِدّة”، فقد أحرِق مقر حزب بارزاني، وقُتِل متظاهر.
ولا شك في أنّ بغداد سبقت أربيل وتفوقت عليها في الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراْء حيدر العبادي، كما إنّ الفرق واضح بين الحالين، بين ديمقراطية تقود العراق، وانفراد في السلطة في أربيل.
غير أن العراق، هو العراق، في الشمال، مثلما الجنوب، وتظل الحاجة قائمة إلى رجل حازم ذي حنكة، لا يصدر القرارات فحسب، بل ويضرب بيد من حديد على الفاسدين.
وكان مئات الموظفين في مدينة كلار جنوب السليمانية تظاهروا، لمطالبة حكومة إقليم كردستان بصرف رواتبهم، فيما قطع المتظاهرون الطريق الرئيس بين كلار والسليمانية.
وابدى مجلس وزراء إقليم كردستان، “امتعاضه وأسفه الشديد” من حدوث مظاهرات وصدامات جماهيرية في الإقليم، فيما دعا جميع المتظاهرين والجهات السياسية الكردستانية إلى العمل على “التهدئة والسيطرة على الوضع”.
وتواجه هيمنة أسرة البارزاني على مقاليد السلطة في إقليم كردستان العراق، والسعي الى إبقاء بارزاني لفترة ثالثة، بالرفض الشعبي، حيث يتوقع مراقبون تظاهرات عارمة في الإقليم.
وطيلة سنوات يقف الشعب الكردي عاجزا عن لجم سيطرة أسرة بارزاني على أغلب مفاصل الحكم السياسية والأمنية في كردستان.
وقالت النائبة تافكة احمد عن حركة التغيير الكردية في تموز 2015، ان هناك المئات من الشخصيات الكردية التي تستطيع قيادة كردستان، فلماذا الإصرار على شخصية بارزاني؟.
و تظاهر مئات المعلمين في مدينة السليمانية، السبت، للمطالبة بصرف رواتبهم وإجراء الإصلاحات في الإقليم، فيما قدم المتظاهرون الزهور لأفراد الشرطة تعبيرا عن المحبة والسلام.
وشهدت مدينة قلعة دزة شرق محافظة السليمانية، الجمعة (9 تشرين الاول 2015)، مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين على خلفية هجوم متظاهرين على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني في المدينة.
وبسبب الاضطراب السياسي، تتّجه الأوضاع السياسية في إقليم كردستان إلى الوقوع في فخم التقسيم، بسبب الصراع المرير بين الطرفين المتنازعين، حزب الاتحاد الوطني، بزعامة جلال طالباني وحلفاؤه من جهة، والحزب الديموقراطي، بزعامة مسعود بارزاني من جهة أخرى.
ويعترف الأكراد بالفساد المالي في تكوين عوائل الحكم لاسيما عائلة البرزاني التي تمسك بخناق السلطة في الاقليم الكردي بحسب ما أوردته مجلة كومنتري .
وأخاف فساد سلطة بارزاني أكثرية المستثمرين ودفعهم إلى الهرب من الإقليم الكردي، تماما مثلما فعلت الشركات النفطية الغربية في التنازل عما خسرته والهرب من روسيا وتركمستان حينما اصبح الفساد المحلي لا يطاق.
ورفع متظاهرون شعارات قالت ان رئيس إقليم كردستان مسؤول بارزاني يسرق رواتب الموظفين، فيما طالب عراقيون في الوسط والجنوب بمساءلة بارزاني عن المليارات من الدولارات التي أساء التصرف بها وسخرها لإثراءه، وأفراد أسرته.
ودعا الصحافي العراقي حسنين علي من بابل، إلى التحقيق في أموال النفط التي تسلمها بارزاني، ولم يستفد منها الشعب الكردي.
وأضاف “رواتب الأفواج الخاصة من ضمنهم بارزاني تكلف الدولة نحو المائتي مليار دينار عراقي سنوياً، فيما الفقراء من العرب والأكراد على حد سواء يعانون من صعوبة العيش”.
وكانت تقارير أشارت إلى ان مسعود بارزاني الذي فوج حمايته عدده (628) يتلقون رواتبهم الشهرية بنحو (622) مليون دينار، فيما ونائب رئيس الإقليم عدد حمايته (429).
ونزل مدرسون وعمال مستشفيات وموظفون آخرون في القطاع العام إلى الشوارع وأضربوا عن العمل منذ أسبوع مطالبين برواتبهم من حكومة منطقة كردستان والتي تأخر دفعها ثلاثة أشهر.
وتركز احتجاج يوم الخميس على فندق ذي خمسة نجوم في وسط مدينة السليمانية حيث كان زعماء الأحزاب السياسية مجتمعين لإيجاد مخرج من مأزق بشأن الرئاسة فاقم من الأزمة الاقتصادية.
وقد انقضت ولاية الرئيس مسعود البرزاني في 20 أغسطس لكن الفصائل المتنافسة لم تتفق بعد على شروط تمديد ولايته ويتهم كثير من الأكراد زعماءهم باستغلال المشكلات أو اختلاقها لكسب النفوذ.
وقال آري أحمد – وهو مدير مدرسة ثانوية في السليمانية – “بدلا من حل الأزمة فإنهم يزيدونها شدة. والمواطنون العاديون وحدهم هم المتضررون في هذه اللعبة السياسية”.
وكانت الأزمة الاقتصادية بدأت في أوائل عام 2014 حينما قلصت حكومة بغداد مدفوعات الأموال إلى منطقة كردستان وتفاقمت بسبب الصراع مع تنظيم داعش وهبوط أسعار النفط الذي دفع المنطقة إلى حافة الإفلاس.
وقال مصدر كردي، إن “طالبوا بارزاني بالكف من سرقة الأموال ومحاولة البقاء دكتاتورا إلى الأبد”.
وأضاف المصدر ان “المتظاهرين طالبوا بارزاني بالرحيل عن الحكم”، مشيرا الى ان “هذه المطاليب جاءت بالتزامن مع عقد الأحزاب الخمسة الرئيسية اجتماعهم التاسع”.
وكانت الأحزاب السياسية الكردية الأربعة، (الاتحاد الوطني وحركة التغيير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية) عقدوا، مساء الأربعاء الماضي، اجتماعاً لتأكيد موقفها من اجتماع اليوم، فيما هددوا باتخاذ “اجراءات وموقف حاسم” إذا رفض الحزب الديمقراطي الخيارين المطروحين بشأن أزمة رئاسة الإقليم.
وأدى تفشي الفساد الإداري والبطالة، وسعي بارزاني إلى فرض أجندته على الحياة السياسية والثراء الفاحش لأفراد أسرته الى تصاعد الغضب الشعبي ضد الطبقة السياسية الكردية.