في 22-8-2015تعرض صحفيون عراقيون في مناطق مختلفة من البلاد إلى جملة اعتداءات وتهديدات بالقتل من قبل مسؤولين محليين وعناصر تدعي انتماءها لفصائل مسلحة مرتبطة بهيئة الحشد الشعبي، بسبب تغطياتهم الإخبارية للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها محافظات الوسط والجنوب، فيما نفى الناطق باسم الهيئة مشاركة عناصر الحشد في التظاهرات، محذراً من انتحال صفتهم داخل ساحات الاحتجاج.
وشهدت العاصمة بغداد اعتداءات منظمة ضد مراسلين من قنوات البغدادية والمدى والشرقية، امام انظار السلطات الامنية والقوات العسكرية من دون أن تتخذ هذه القوات أي إجراءات احترازية لحماية المراسلين الميدانين والفرق الإعلامية، فيما قادت بعض الجهات الحزبية حملات تحريضية ضد وسائل إعلام محلية وأجنبية.
وهاجم اشخاص يدعون انتماءهم لهيئة الحشد الشعبي مراسلين ومصورين من قنوات المدى والشرقية والبغدادية، وقاموا بالاعتداء عليهم بالضرب ومصادرة بعض معداتهم الصحافية.
مراسلو ومصورو هذه القنوات ابلغوا مرصد الحريات الصحافية (JFO) بتفاصيل الاعتداءات التي تعرضوا لها، وقال مراسل قناة “البغدادية” مصطفى الربيعي، ان زملاءه؛ كل من المصور هشام محمد والمراسل ظفر المندوب تعرضا للضرب المبرح وتحطيم ادواتهم الصحافية على يد اشخاص يرتدون الزي المدني امام انظار السلطات الامنية عندما كانا يسجلان بعض اللقاءات مع المتظاهرين.
وهاجمت المجموعة ذاتها فريق عمل قناة “المدى” الفضائية واعتدت بالضرب المبرح على مصورها احمد مشير ومساعده احمد نذير وصادرت منهم التسجيلات المصورة للاحتجاجات، وابلغتهم بان سبب ذلك يعود لنشر الفضائية التي يعملون بها أخبار الاعتداء على بعض المتظاهرين والاعلاميين.
وتعرض مراسل قناة “الشرقية” خطاب عمر، إلى ضرب مبرح وتحطيم ادواته الصحافية، من قبل اشخاص يتواجدون باستمرار في ساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية بغداد، التي تعد المركز الاساسي للاحتجاجات الشعبية المطالبة بالخدمات والمؤيدة للاصلاحات الحكومية.
ميناس السهيل، المراسل الميداني لقناة “الشرقية”، قال لمرصد الحريات الصحافية (JFO)، إن “رجال الامن انقذوني من محاولة للاعتداء داخل ساحة التحرير واخرجوني من وسط اشخاص ارادوا ضربي”، مضيفاً انه يشعر بقلق بالغ من وضع لافتات بالقرب من بيته وفي مناطق اخرى من العاصمة بغداد تحرض بالضد من العاملين في قناته.
الناطق باسم هيئة الحشد الشعبي، كريم النوري، قال لـمرصد الحريات الصحافية (JFO)، إن “المشاركة في التظاهرات مدنية بامتياز، وأن الحشد الشعبي يقاتل داعش الإرهابي، فيما المتظاهرون يقاتلون المفسدين في ساحات الاحتجاج”.
وحذر النوري من “ارتداء ملابس الحشد أو انتحال صفتهم للحفاظ على سلمية التظاهرات”، رافضاً “تحويل ساحات الاحتجاج إلى ثكنات عسكرية”.
ممثل مرصد الحريات الصحافية (JFO) في مدينة كربلاء، قال إن اعتداءات تعرض لها مصور قناة “الحرة” سلمان الياسري ومراسل قناة “هنا بغداد” للاعتداء من قبل اشخاص يعتقد انه تابعون لاحزاب نافذة في المحافظة، وتمت مهاجمتهم ومصادرة معداتهم الصحافية.
وفي محافظة النجف تعرض الصحافي ضياء هاشم الغريفي، الذي يشغل منصب رئيس تحرير مجلة “النجف الآن” المحلية لاعتداء بالضرب المباشر من قبل نائب المحافظ طلال بلال عندما التقاه مصادفة في مطعم وسط المدينة.
وقال راجي نصير مراسل قناة “الحرة عراق” في مدينة النجف لـمرصد الحريات الصحافية (JFO)، ان الاعتداءات التي طالت فرق عمل قناة البغدادية والعراقية وصحفيين في المدينة خلال الاحتجاجات “مثيرة للقلق ويجب مواجهتها من قبل الاجهزة الامنية بحزم لانها تثير مخاوف جميع الصحافيين في البلاد”.
اما مدينة البصرة في جنوب العراق، فقد شهدت حملة ترهيب بحق الصحافيين العاملين فيها، ووزعت جهات مجهولة منشورات “كفرت وتوعدت” من خلالها المراسلين الميدانيين الذين غطوا الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدينة.
البيان الذي نشره مجموعة من الاشخاص على مناطق البصرة اتهمت فيه مجموعة تطلق على نفسها “ابطال العراق” الصحافيين والمراسلين بــ “التجاوز على رموز سياسية ودينية” وتوعدتهم بالقتل، وتم من خلال المنشور التحريض ضد الصحافي الذي يعمل في إذاعة “المربد”بدر السليطي ومراسل قناة “الشرقية نيوز”حيدر عباس الحلفي والصحافي العامل في إذاعة “الامل” منتظرالكركوشي، فضلاً عن تهديد الناشط الصحافي شهاب أحمد الذي يعمل مع منظمةجمعية الدفاع عن حرية الصحافة.
وفي 11-10-2015 تعرض صحفيون في اقليم كوردستان إلى اعتداءات من قبل الاجهزة الامنية، كما هاجمت قوة تابعة لقوات امن الاقليم (الاسايش) في اربيل، مكتب قناة NRT واختطفت بعض العاملين فيه واوقفت عمله بشكل كامل، وقامت بابعاد 6 من العاملين في القناة خارج المدينة ومنعتهم من العودة اليها.
وقالت ادارة مجموعة ناليا للاعلام لمرصد الحريات الصحافية (JFO) ، ان القوة الامنية التي اغلقت مكاتب قناة NRT في اربيل اختطفت مدير المكتب كاوه عبد القادر والمراسل اوميد حسين قاسم والمصورين بيشاد امين واحمد قادر، والفني ريكان قادر والموظف في المكتب حسن مولود، واطلقت سراحهم في منطقة تقع خارج حدود محافظة اربيل لابعادهم بشكل رسمي عن المدينة.
وقال آوات علي مدير قناة NRT، ان قوة من أمن الاقليم (الاسايش) قامت باغلاق مكتب القناة وعمدت بعد ذلك الى ترحيل كامل موظفي المكتب من مدينة اربيل الى مدينة السليمانية، حيث نقلتهم بسيارت تابعة لها الى الحدود الفاصلة بين المدينتين حيث تقع نقطة تفتيش ديلكه الحدودية. الى ذلك قامت قوة اخرى من (الاسايش) في مدينة دهوك، بالهجوم على مكتب القناة ذاتها في المدينة وطردت العاملين فيه وقامت باغلاقه بالقوة.
وفي هذه الاجواء، غادر العاملون في قناة KNN مكتبها في دهوك قبل ان تصلهم قوات الامن تفاديا لاعتقالهم وللحفاظ على ممتلكات مكتب القناة، الا ان القوات الامنية في دهوك سيطرت على المكتب بشكل كامل واتخذته مقرا لها. وقامت ادارة قناة NRT بتعميم تعليمات على كوادرها في مدينتي اربيل ودهوك بضرورة ترك مواقعهم والتوجه مباشرة الى مدينة السليمانية خوفا من استهدافهم من قبل قوات (الاسايش)
وحجبت سلطات الاقليم موقع “فيسبوك” عن العمل في اربيل منتصف ليلة السبب لمنع الناشطين من تداول اخبار الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة في محافظة السليمانية.
وقام محتجون في مدينة السليمانية بمهاجمة مكتب قناة روداو الفضائية، المقربة من رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني، وحطموا زجاج النوافذ محاولين اقتحام المقر، وحاولوا اضرام النار فيه الا ان تدخل الشرطة حال دون ذلك.
وفي 23 -10-2015 تعرضت فرق اعلامية تلفزونية معروفة في مدينة النجف الى الاعتداء بالضرب من قبل الحراس الامنيين للعتبة العلوية، لغرض منعهم من تغطية حريق كبير اندلع في المدينة.
وتعرض للضرب والمنع من التصوير كل من فريق قناة “الحرة” الممثل بمراسل القناة راجي نصير ومصوره حيدر الحمداني, وفريق عمل قناة “السومرية” المكون من المراسل طلال حسن ومصوره مراد الخفاف, بالاضافة الى مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” في النجف قاسم الكعبي ومراسل “بلادي” الفضائية وفريق عمل قناة “الاتجاه”.
مراسل قناة “الحرة” راجي نصير، قال في اتصال هاتفي مع مرصد الحريات الصحافية (JFO)، ان الاعتداء الذي تعرضنا له مع فرق اعلامية اخرى “حدث اثناء تصويرنا لمقابلة مع مدير الدفاع المدني العام في العراق اللواء كاظم العكيلي الذي اشرف ميدانيا على اطفاء الحريق”.
واضاف نصير، وهو احد ابرز المراسلين التلفزيونيين في العراق، “اثناء اجراءنا اللقاء مع مدير الدفاع المدني العام، فوجئنا باحد افراد الامن لحماية العتبة يضع يده على الكاميرا ويدفع المصور لمنعه من مواصلة اللقاء, ثم جاء افراد اخرون وبدءوا بالتهجم علينا ودفعنا نحن وكاميراتنا الى خارج المنطقة دون أي احترام لنا او لمدير عام الدفاع المدني, وقد تعرضنا جميعا للاعتداء الجسدي واللفظي ومنعنا من التصوير، وتم تمزيق ملابس الزميل قاسم الكعبي, وكان بعض افراد حماية العتبة يستخدمون القوة الجسدية لدفعنا خارج محيط العتبة والمنطقة التي حدث فيها الحريق”.
وفي 22-10-2015 منعت القوات الامنية في محافظة بابل الصحافيين من القيام بواجباتهم المهنية، حيث عمد رجال امن من ابعاد فرق صحيفية تعمل لقنوات البغدادية ودجلة وسامراء عن مبنى جامعة بابل، ومنعوهم من تغطية الاحتجاجات ضد قرارات الحكومة التقشفية.
وابلغت هديل الجميلي مراسلة قناة البغدادية في بابل، مكتب الفرات الاوسط لمرصد الحريات الصحافية (JFO)، بانها منعت وزملاء لها من قنوات دجلة وسامراء من دخول الحرم الجامعي من قبل الامن الجامعي دون اسباب تذكر.
وقالت الجميلي، ان جميع الاتصالات التي اجريت بمدير اعلام الجامعة لابلاغه بحالة المنع والتعرض لنا من قبل الامن الجامعي “لم تجد نفعا رغم موافقته الشفهية عن طريق الاتصال الهاتفي برجال الامن الذين تعاملوا معنا باسلوب متشنجا واستخدم بعضهم الفاظا غير لائقة لوصف الصحافيين، بالاضافة لاستخدامهم القوة لابعاد المراسلين والمصورين من محيط الحرم الجامعي”.
وقال حيدر البدري مدير مكتب الفرات الاوسط لمرصد الحريات الصحافية (JFO)، ان مدير اعلام جامعة بابل لم يرد على اتصالات الصحافيين بعد هذه الحادثة “مما يعني انه موافق على منع المراسلين من التغطية الاحتجاجات على سياسة الحكومة التقشفية”.
وفي 6 ديسمبر 2015 عمدت السلطات الامنية والعسكرية في محافظة الديوانية إلى منع صحفيين ومراسلين ميدانيين من دخول المدينة التي تشهد احتجاجات شعبية ضد الفساد المالي والاداري وسوء الخدمات.
ومنعت حكومة الديوانية كادر النقل الخارجي لقناة “البغدادية” من الدخول المحافظة، لنقل وقائع التظاهرات التي تشهدها المدينة، منذ ثلاثة أشهر تقريبا، واحتجزتهم قوة أمنية لعدة ساعات في نقطة تفتيش (درع الجنوب)، التي تبعد 65 كم شمال مركز الديوانية.
وقال عماد الخزاعي مراسل قناة “البغدادية” في الديوانية، ان “قائد شرطة المحافظة أبلغنا بأنه تسلم كتاباً رسمياً من رئيس اللجنة الأمنية العليا محافظ الديوانية، سامي الحسناوي، يقضي بعدم السماح لجميع وسائل الإعلام ومن بينها كادر البغدادية من دخول المحافظة، للتغطية المباشرة للتظاهرات التي تشهدها المحافظة، الا باستحصال موافقات مسبقة”.
ونبه الخزاعي، إلى أن “قرار منع وسائل الإعلام تزامن مع ما تعرض له عدد من النشطاء، مساء أمس الأول، عندما قامت مجموعة بكتابة عبارة (مطلوب)، على واجهات منازله وسياراتهم وهددتهم بالقتل ما لم يتوقفوا عن الاستمرار بالاحتجاجات”.
وفي16-1-2016 اعتدت قوة عسكرية من عناصر الفوج الرئاسي المتمركزة عند مدخل منطقة الدورة، قرب محطة وقود المهدية، بالضرب المبرح على اثنين من الصحافيين أضافة إلى 3 حقوقيين كانوا يرافقونهم بعمل صحافي.
وابلغ احد الصحافيين مرصد الحريات الصحافية (JFO)، ان الصحافي علي عبد الزهرة، “تعرض للضرب المبرح من قبل نحو 20 جنديا وباشراف ضابط برتبة نقيب من الفوج الرئاسي”.
واضاف الصحافي، ان الجنود استخدموا مؤخرات بنادقهم بالهجوم على عبد الزهرة ما ادى إلى حصول نزيف في رأسه.
فيما هدّد أحد الجنود وتحت انظار ضابطه الصحافي عبد الزهرة أما الركوع تحت قدميه أو أن يطلق عليه النار.
فيما تعرض للاعتداء في ذات الحادث الصحافي إياس حسام الساموك، الذي يعمل في صحيفة (الصباح الجديد)، بعد أن انهال عليه أحد الجنود بالشتائم وهدده بكسر اجهزة اتصالاته.
كما وتعرض الصحافي عبد الزهرة الى الاحتجاز التعسفي لمدة ساعتين تقريبا في مقر الفوج الثالث التابع للحرس الرئاسي الذي يقع بالقرب من جسر الطابقين القريب من وسط بغداد.
وفي 17-2-2016 تعرض صحفيان في مدينة الديوانية، الى اعتداء من قبل مشجعي احد الفرق الرياضية، أثناء تغطيتهما لمباراة بين نادي “الديوانية” الرياضي ونادي “البدير” لكرة القدم، أمام الأجهزة الأمنية التي اكتفت بالنظر اليهما دون ردع المعتدين.
وأبلغ الصحافي، علي قحطان، مراسل قناة المدى في الديوانية، مرصد الحريات الصحافية (JFO)، أن “أعمال شغب وقعت قبل نهاية مباراة نادي الديوانية لكرة القدم ومضيفه البدير بعشر دقائق، سببها جمهور البدير بعد نزولهم الى ارضية الملعب”.
وأوضح قحطان، أن “التواجد الأمني الكبير لم يردع الجمهور، واكتفت قوات الشرطة بالتفرج على المشجعين وهم يعتدون على جمهور نادي الديوانية والكادر التدريبي، فطلبت من المصور الزميل احمد البديري، تصوير الاحداث وشغب الجمهور، فاقترب مني أحد المشجعين الذي كان متواجدا على مقربة من كادر ادارة نادي البدير واعتدى على المصور بالضرب، على الرغم من تواجد عناصر الامن على مقربة منه، وتهجم علينا مع اخرين بالقذف والشتم واخذوا الكاميرا بالقوة، فهرعت مع زميلي الى خارج الملعب وغادرنا المنطقة خوفا من اعمال انتقامية”.