لانريد نظاما اقتصاديا يجعل شعبنا طبقتين تتصارعان ، واحدة من اجل الثراء واخرى من اجل البقاء
اكد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب على ان شعبنا يتطلع الى عودته شعبنا شعبا منتجا لا مستهلكا، فالعراقيون الذين أنتجوا للإنسانية بدء سفرها المدني والحضاري تأبى إرادتهم أن يقعوا في وديان الاستهلاك العادمة لسبقهم التاريخي ولشروط وجودهم وكينونتهم قوما مبدعين مبتكرين مجتهدين نشيطين
وقال في كلمة القاها في افتتاح المؤتمر الاجتماعي والاقتصادي الذي نظمته منظمة العمل الدولية والبنك الدولي:لا يريد شعبنا نظاما اقتصاديا يحوله إلى شعب خامل مستهلك يجتر ما ينتجه غيره ، بل يريد نظاما اقتصاديا يحول إمكاناته المشرعة والكامنة إلى طاقات تجسر الهوة الحضارية العميقة الغور بينه وبين إقرانه من شعوب العالم المتقدم.
كما لا يريد شعبنا نظاما اقتصاديا يحوله الى طبقتين تتصارعان ، واحدة من اجل الثراء واخرى من اجل البقاء.
وفي مايلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأصدقاء الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم نيابة عن الزملاء نواب الشعب وأصالة عن نفسي وأثمن بإخلاص التعاون الايجابي البناء الذي نجم عن جهود الأصدقاء في تعضيد مسار البناء الجديد للوطن، وتلمس مكامن العلل في عملية النهوض وإيجاد الحلول الناجعة لها.
وإذا كنا ومازلنا وسنبقى نشعر بامتنان كبير لأي جهد صديق وندين له بالعرفان، فان من الضروري التفات جميع الأصدقاء الأعزاء إلى عناصر أساسية تجمع السلطة التشريعية العراقية على اعتبارها من الثوابت الركنية الأهم التي نأمل أن نتعاون جميعا، كلا من موقعه وخبراته وإمكاناته وفضاء عمله ، على انجازها أو وضع الأسس الصحيحة الثابتة لانجازها لاحقا ، كي نؤمن لوطننا الاستقرار والسلام، ولشعبنا الرخاء والحرية والعيش الرغيد.
إننا نتطلع أيها الأصدقاء إلى أن يعود شعبنا شعبا منتجا لا مستهلكا، فالعراقيون الذين أنتجوا للإنسانية بدء سفرها المدني والحضاري تأبى إرادتهم أن يقعوا في وديان الاستهلاك العادمة لسبقهم التاريخي ولشروط وجودهم وكينونتهم قوما مبدعين مبتكرين مجتهدين نشيطين يحولون نكساتهم إلى انطلاقات وأزماتهم إلى مثابات للتقدم إلى إمام، فالثروات التي بارك الله سبحانه وتعالى بها أرضهم ، والعقول النيرة الحية التي وهبها الله لهم، وإيمانهم بان وطنيتهم هي قدرهم الأسمى، من الحواضن الأساسية لولادة الشعب المنتج التي تقع علينا جميعا مسؤولية ايلائها الأهمية المطلوبة كي تنمو نموا صحيحا في بيئة سليمة معافاة.
لا يريد شعبنا نظاما اقتصاديا يحوله إلى شعب خامل مستهلك يجتر ما ينتجه غيره ، بل يريد نظاما اقتصاديا يحول إمكاناته المشرعة والكامنة إلى طاقات تجسر الهوة الحضارية العميقة الغور بينه وبين إقرانه من شعوب العالم المتقدم.
كما لا يريد شعبنا نظاما اقتصاديا يحوله الى طبقتين تتصارعان ، واحدة من اجل الثراء واخرى من اجل البقاء ، بل يريد نظاما اقتصاديا يؤمن المساواة والعدالة في الفرص والحقوق والواجبات والاستحقاقات الجمعية والفردية.
ويتطلع شعبنا إلى نظام اقتصادي ينتمي إليه والى ثقافته والى تطلعاته ، ولا يتطلع إلى نظام اقتصادي هجين غريب عنه ومفروض عليه، أو نظام يتحول مع تقادم الزمن إلى أغلال تكبل إرادته وتصادر قراره، وهذا لا يعني عدم رغبته في التعاون مع أية أنماط اقتصادية أخرى وفقا لأعراف الصداقة وتبادل المنافع والمصالح.
ومن ثوابتنا الركنية أيها الأصدقاء الأفاضل إننا نطمح إلى بيئة عمل تحكمها ضوابط تشريعية عادلة ومنصفة لجميع أطرافها تضمن للقوى العاملة أولا تطورا في الأداء ونموا في الإنتاج وما تستحقه من اجل حياة حرة كريمة ثانيا وتضمن للرأسمال نموا طيبا قادرا على توسيع خدماته وتطويرها وتحديثها دون أن يتحول إلى احتكار استغلالي اضطهادي.
أيها الأصدقاء الأعزاء
لقد دفع شعبنا خلال السنوات الثماني المنصرفات الكثير من التضحيات على مذبح التجارة الرديئة، إذ تحول العراق إلى سوق لنفايات العالم الآخر ، لم يجد البعض من المصنعين والمصدرين والمستوردين حرجا أخلاقيا ولا خشية من رب عظيم، في أن يمارسوا حربا ضد شعبنا من خلال توريد البضائع الفاسدة، والسلع الخادعة التي تصنع باتفاق بين المصنع النفعي والمستورد العراقي أو المصدر غير العراقي على أن تكون رديئة ومضرة وربما قاتلة، وكان هدفهم إيذاء شعبنا رغم مأساته الحالية، وما كان لهذه الحرب القذرة أن تقع لولا الاختلالات البنيوية في التشريع العراقي والمؤسسات المعنية والرقابية المتخصصة، ولهذا فان مجلس نواب الشعب العراقي عاقد العزم على أن يضع تشريعات تنهي هذه الحرب أولا وتمنع وقوعها ثانيا وتؤسس لتجارة رصينة تدر منافعها على جميع أطرافها من منتج ومورد ومستهلك.
أيها الأصدقاء الأفاضل
إن الخصخصة بوصفها خصخصة محضة فقط وان الاستثمار بوصفه استثمارا مجردا ليسا هدفين من أهداف شعبنا إنما الخصخصة التي تحول الخامل إلى منتج والحيز السالب إلى حيز ايجابي والمال السائب الى مال نام، والاستثمار الذي يشيع الخصب في الأرض اليباب ويشغل الطاقات العراقية العاطلة ويستثمر الثروات استثمارا عادلا ومنصفا يحفظ للعراقيين حقوقهم وإرادتهم الشعبية وقرارهم الوطني، هما غايتا شعبنا للخروج من عنق زجاجة مأزقه الراهن، ولهذا فان ما شرع من قوانين في هذا المضمار وما سنجد به حاجة للتعديل وما سيشرع سيوفر أرضية صالحة للعمل الناجح.
ولا أجد ضيرا هنا من التأكيد على انه ليس من الوطنية أن نهمل مصانع ومعامل وشركات منتجة ولا نوفر لها مستلزمات تطورها أو نحاصرها بأنظمة تكبل عطاءها، أو لا نحمي منتجاتها أو نتهافت على تفضيل غيرها من الخارج عليها في سوح العمل، حتى إذا أصابها شلل تنادى البعض إلى خصخصتها دون مبالاة بأنها كانت نتاج عقل وجهد عراقيين خالصين.
وفي الختام اسمحوا لي أيها الأصدقاء الأعزاء أن أحييكم مرة أخرى وأتمنى لمؤتمركم هذا بلوغ أهدافه لما فيه خير وطننا وشعبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته