كلّما اتّسع ثقبُ الجيب، عدتُ إلى أعتاب لعبتي اللذيذة. فتحُ المخيال المدهش على مصاريعهِ، وتشكيل البطّانية بصورة خيمة قائمة، وتدها الركبة الراكبة على ساق، وتشغيل شرائط أحلام اليقظة العذبة.
في العتمة المطمئنة التي توفّرها خيمتي، سأهبط صبحية الغد إلى سوق المدينة العتيق، فأقع على دكان ينزل تحت الرصيف عشر أذرع وينزرع بخاصرته شائبٌ مئويّ. سأختار من خلطة سلعهِ الغريبة، ملفوفة قماش لم تثرْ أحداً من قبل. سأشتريها منه بليرةٍ واحدةٍ أو ببعضها.
في الدار الآمنة سأكتشف أن تلك اللفافة هي لوحة أصيلة من لوحات رامبرانت. سأبيع اللوحة بملايين مملينة من دولارات خضرٍ، وأصبّح على العجوز فأشتري له قصراً جميلاً ودكاناً منيراً، وأشتل تحت قدميه سلة مالٍ تكفيه بهجةً وطعاماً لما تبقى من العمر.
إذا فشل حلم اللوحة العزيزة، سأصعد نحو أفخم بقعة في المدينة، فتصدم جسدي الناحل سيارة ثريّ تحت يمينه بنك دولارات. ستنكسر يدي اليمنى التي أكتب بوساطتها، وسأسحل الرجل الغنيّ الطيب إلى القاضي، وأطالبهُ بمليون دولار لأنه تسبب في إعطاب يميني وربما بترها، وهي التي كانت ستعينني على كتابة رواية عظيمة ثمنها هو جائزة العمّ القلق نوبل.
سأشتري سيارة فخمة وأتعلم سياقتها في شوارع المدينة، ومع أول منعطفٍ ستنقلب السيارة وتتدهور في وادٍ أجرد وسأفقد عيني. سيأتي المحققون في الواقعة وسيكتشفون أنّ هذا الفقد الموجع كان بسبب عطبٍ خلقيّ في كوابح السيارة.
سأجرجر صاحب المعمل نحو قفص العدل والإنصاف وسأطلب تعويضاً دسماً بخمسة ملايين دولار. سأُلبّي كل الشروط التي تجعلني كاتباً تنبلاً، وسأُنادي الصحبَ يا صحب إنَّ في مالي حقٌّ لكم من دون فضلٍ أو منّة أو تعبيسة.
سأكتشف بمصادفةٍ إلهية رحيمة، دواءً يهزم السرطان ويطيّح حظّهُ. سأفتشُ عن دولة شريفة عفيفة تصنّع هذا الإكسير العجيب، وتدفع لي براءة اختراع بسبعة ملايين دولار، مشروطية أن يتمّ علاج المسرطنين المعذّبين على الأرض، من دون أن يدفعوا قرشاً أحمرَ. سأترك طقس البطانية بعد سطرٍ من الآن، وأهجُّ صوب المطبخ، لأنّ سعدي الحلّي شرعَ يغنّي في بطني.