اتفاق سورية وجامعة الدول العربية على خطة العمل

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-bidi-font-family:Arial;}

دمشق/سانا/: أعلن في مقر جامعة الدول العربية رسميا الاتفاق بين سورية واللجنة الوزارية العربية على خطة العمل بشأن الوضع في سورية.

ونصت الخطة على وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة.

كما تضمنت الخطة فتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية بالتنقل بحرية في جميع أنحاء سورية للإطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث.

وأشارت الخطة إلى أنه مع إحراز التقدم الملموس في تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها الواردة تباشر اللجنة الوزارية العربية القيام بإجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة ومختلف أطراف المعارضة السورية من أجل الإعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني وذلك خلال فترة أسبوعين من تاريخه.

وقد رحب مجلس جامعة الدول العربية بموافقة الحكومة السورية على هذه الخطة واعتمادها.

وأكد السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية أن بنود الورقة التي تم التوصل إليها بين اللجنة الوزارية العربية وسورية تنطلق من ثوابت راسخة في الموقف السوري برفض العنف وبتحريم الدم السوري وبانتهاج الحوار الوطني ودعم الإصلاح.

وقال السفير أحمد في مداخلة خلال الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية: إن هذه الورقة جاءت نتيجة لجهد كبير بذل من أجل مساعدة سورية على الخروج من الأزمة الحالية وقد انعكست هذه الحقيقة من خلال الحوار الصريح والجاد الذي جمع اللجنة مع القيادة السورية عبر سلسلة لقاءات جرت في دمشق والدوحة وأدت في نهاية المطاف إلى التوصل لهذه الورقة معرباً عن أمله في أن تكون بداية لتعاون مستمر وشفاف وصادق ينطلق من حرص حقيقي على أمن واستقرار ووحدة سورية وازدهار شعبها وتحقيق مطالبه وتطلعاته.

وبين السفير أحمد أن سورية قابلت هذا الجهد العربي بإيجابية ومرونة وانفتاح انطلاقاً من قناعتها بحتمية أن يكون الدور العربي مبنياً على الحرص على أمن سورية واستقرارها ووحدة أرضها ومجتمعها وتجنب كل شكل من أشكال التدخل الخارجي الذي تسعى بعض الأطراف الدولية إليه بكل توحش واستبداد انطلاقاً من سياسات ومعايير مزدوجة ومفاهيم استعمارية قديمة تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في مكان وتتجاهلها في مكان آخر بل تطلق يد الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات في تاريخ البشرية بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعب السوري في الجولان المحتل وبحق الشعب اللبناني في الأراضي المحتلة من جنوب هذا البلد العربي الصامد والمقاوم.

وأكد السفير أحمد أن بنود هذه الورقة العربية تنطلق من ثوابت راسخة في الموقف السوري الذي تجاوب منذ اليوم الأول للأزمة مع المطالب الشعبية المحقة عبر سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين واقع الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مبيناً أنه حتى حين تصاعدت مجريات الأحداث بشكل خطير ظل الموقف الرسمي السوري المدعوم بأغلبية شعبية واسعة عبرت وما زالت تعبر عن موقفها بالمسيرات المليونية التي تشهدها مختلف المدن السورية قائماً على رفض العنف وتحريم هدر أي دمٍ سوري وعلى الدعوة إلى انتهاج سبيل الحوار الوطني الجاد للخروج من الأزمة واستعادة الوطن لعافيته واستقراره وإطلاق عملية الإصلاح الحقيقية في جميع أنحاء البلاد.

ولفت السفير أحمد إلى أن البعض في الداخل أو في الخارج أراد للأزمة في سورية أن تمتد وتتعاظم فتأخذ منحدرات خطيرة تستهدف وحدة سورية بأرضها وشعبها وقرارها الوطني والقومي وتفتح الباب أمام خيارات وتدخلات خارجية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية لسورية وشعبها.

وأضاف السفير أحمد: إن هذه الأحداث تزامنت بشكلٍ ممنهج مع اشتداد الحملة الدعائية السياسية والإعلامية الشرسة ضد سورية الأمر الذي أثبت أن هناك أطرافاً في الخارج تسعى بشكلٍ جدي إلى العبث في مكونات الوضع السوري الحالي دون أن تهتم بتحقيق تطلعات الشعب السوري بقدر اهتمامها بتحقيق غاية واحدة هي تدويل الحالة السورية واستدعاء التدخل الخارجي مهما كان الثمن وفرض حلول وتصورات من الخارج يكون ظاهرها تحقيق مطالب مشروعة للمواطنين في حين يستهدف باطنها الحقيقي إنهاك سورية واستنزاف طاقاتها ومقدراتها وتفكيك أوصالها ونزع مفهوم الوحدة الوطنية والقومية من عقيدة وثقافة كل مواطن عربي سوري وصولاً إلى ضرب موقع سورية العربي والإقليمي وتشويه الحقيقة المشرفة لمواقفها القومية ودعمها للحق العربي.

وأشار السفير أحمد إلى أنه رغم شراسة الحملة السياسية والإعلامية التي تعرضت وتتعرض لها سورية فإنها مستمرة في تنفيذ عملية إصلاح وتطوير وتحديث جدية وذات مصداقية تراعي كأولوية كبرى وضع وإعلان دستور جديد لسورية يرسخ مبادئ الديمقراطية والعدالة وتكافؤ الفرص والتعددية وحرية التعبير عن الرأي وممارسة النشاط السياسي والحزبي ويضمن سيادة القانون واستقلال القضاء وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين.

وأوضح السفير أحمد أن أجهزة الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية أصدرت وستستمر في إصدار مختلف القوانين والأنظمة التي تؤدي إلى تحسين مختلف ظروف الحياة اليومية وفتح الباب أمام المزيد من الحريات السياسية والإعلامية والاقتصادية ومحاربة الفساد والبطالة وتوفير فرص جديدة للعمل وتحسين ظروفه.

وأشار السفير أحمد إلى أنه تم إصدار هذه الأنظمة والقوانين رغم محدودية الإمكانات وشراسة العقوبات الاقتصادية التي تستهدف سورية منذ سنين والتي تتصاعد الآن بهدف جعل الحل الوطني النابع من إرادة السوريين خيارا مستحيلاً ومن أجل فتح الباب واسعاً أمام التدخل الخارجي وجعله الخيار الوحيد حتى لو كان الثمن هو تفتيت سورية وتفكيكها.. وهو مصير تعلمون جميعاً خطورة بل وكارثية تداعياته على الأمة العربية الأمر الذي يضع العرب جميعاً اليوم أمام مسؤولية حقيقية وجادة من أجل دعم ومساعدة سورية بشكل عملي على تنفيذ برنامج إصلاحٍ حقيقيٍ وجاد وعلى الوقوف في وجه هذه العقوبات وتجاوز آثارها السلبية التي تستهدف حياة وأمن واستقرار المواطن السوري قبل أي شيء آخر.

وتابع السفير أحمد: منذ بداية الأزمة أيقنت سورية بقيادتها وبالغالبية العظمى من أبنائها أن الحوار الوطني الجامع بين مختلف مكونات وأطياف وتوجهات السوريين في الداخل أو في الخارج هو الضمان الوحيد للتوصل إلى رؤية وطنية واحدة لمستقبل /سورية..الوطن/ سورية التي احتضنت عبر التاريخ وإلى اليوم حالة إنسانية فريدة من الموزاييك الاجتماعي والديني والعرقي التي كانت وستبقى الضمانة الأكبر لوحدة سورية بأرضها وشعبها.

وأشار السفير أحمد إلى أن القيادة السورية أعلنت منذ بدايات الأزمة تشكيل لجنة للتحضير لحوار وطني شامل لا يستثني أي مكون سوري في الداخل أو في الخارج ولا يضع في الاعتبار وجود قاعدة شعبية لهذا التوجه أو ذاك بل يضم جميع القوى والأطياف السورية على قاعدة التوصل إلى حلولٍ سوريةٍ وطنيةٍ خالصة للأزمة الحالية والتوافق على صياغةٍ دستوريةٍ وقانونية تضمن مشاركة الجميع في آلية صناعة القرار الوطني في مختلف المجالات كما تضمن سيادة القانون والدستور وترسخ الحقوق الأساسية للإنسان وفق المعايير الدولية السامية والنزيهة وتطبق أسس الديمقراطية والحياة البرلمانية والانتخابات الحرة والشفافة والمشاركة الوطنية والحكم الرشيد والمساواة بين جميع المواطنين.

وأكد السفير أحمد أن الحوار هو الخيار الوحيد الذي يضمن التوصل إلى حلول وخيارات سورية خالصة تؤدي إلى إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق الإجماع السوري على رسم مستقبل زاهر وآمن وحر لسورية طالما أننا اتفقنا جميعا على أن الحل والخيار سوريان وبدعم عربي مخلص ينطلق من تشخيص حقيقي ومتوازن للحالة السورية ومن رفض مطلق لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي ولأي خيار يأتي من خارج حدود سورية.

وقال السفير أحمد: من هذا المنبر أعلن باسم الحكومة السورية أن باب الحوار الوطني الجاد والشفاف والفاعل مفتوح أمام الجميع دون استثناء أو تحفظ وإننا منفتحون على الحوار مع جميع الأطراف من معارضين ومستقلين وغيرهم للوصول إلى رؤية وطنية خالصة لمستقبل /سورية..الوطن الواحد لجميع السوريين/ مضيفا إننا على قناعة تامة بأنه في حال توفرت الإرادة والنية الصادقة لدى جميع الأطراف سنكون نحن كسوريين قادرين جميعاً على إدارة عملية حوار وطني متحضر ومثمر وعلى الوصول إلى رؤية وصيغة وطنية جامعة يلتف حولها الشعب العربي السوري للوصول ببلدنا إلى بر الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.

وتابع السفير أحمد: أما من يرفض الحوار الوطني فإنه يتحمل بذلك المسؤولية التاريخية والوطنية عن إفشال هذه الورقة العربية ويعبر في ذات الوقت عن ارتباط مواقفه وتوجهاته بأجندات ومصالح بعيدة عن المصلحة الوطنية السورية وعن غايات تحقيق الإصلاح والتطوير وتلبية المطالب المشروعة للشعب السوري في مختلف المجالات.

ورأى السفير أحمد أن المواقف التي طرحت في مجلس جامعة الدول العربية وخلال اجتماعات اللجنة الوزارية العربية عكست حرصاً جاداً على أمن سورية ووحدة أرضها واستقرارها مؤكدا أن سورية ستستمر في التعامل الإيجابي والمرن والجاد من أجل إنجاح هذا الجهد العربي المنطلق من القناعة بأن أي أزمة يتعرض لها بلد شقيق ستنعكس على مجمل الوضع العربي وأن عواقب التدخل الخارجي لبعض أطراف المجتمع الدولي في شؤون الدول العربية سترتد بشكل خطير على المجموع العربي.

وقال السفير أحمد: من هذه المنطلقات ننادي كل الأشقاء العرب ونحن نعول على إرادتهم ونؤمن بقدرتهم على تلبية النداء للاضطلاع بمسؤولياتهم القومية وتقديم كل أشكال الدعم لتنفيذ بنود هذه الورقة سواء في العمل على وضع حد لجميع أشكال التحريض السياسي والإعلامي الخارجي أو في تشجيع جميع الأطراف داخل سورية وخارجها على التعامل بإيجابية وجدية وإخلاص مع متطلبات وبنود هذه الورقة أو في التصدي لمحاولات التدخل الخارجي السلبي في الشأن السوري الداخلي أو في رفض العقوبات الاقتصادية الخارجية أحادية الجانب المفروضة على سورية ومساعدتها على التصدي لجميع آثارها وتداعياتها السلبية التي تستهدف المواطن السوري ولقمة عيشه وذلك من خلال استعادة زخم الاستثمار العربي في سورية والمساهمة في إعادة الحركة الطبيعية لعجلة الاقتصاد حتى تستعيد البلاد استقرارها وقدرتها على تنفيذ عملية إصلاح وتطوير جدي في مختلف مناحي الحياة بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري.

واختتم السفير أحمد مداخلته بالقول: هذه هي المواقف التي يتطلع إليها الشعب العربي السوري من أمته العربية لأن هذا الشعب سيبقى مؤمناً بقوميته وعروبته وهويته وستبقى سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وطناً وملاذاً واحداً لكل السوريين والعرب الذين يتطلعون إليها أبية.. شامخة.. صامدة.. مزدهرة وراسخة في الوجدان القومي العربي الذي لا تهزه أزمة ولا محنة بل تزيده قوةً وصلابةً وقدرةً على تحصين الذات والتعامل الإيجابي والفاعل مع أي ظروف أو متغيرات.

وزراء الخارجية العرب يعربون عن تقديرهم لحكمة القيادة السورية وموافقتها على الخطة العربية

وأعرب عدد من وزراء الخارجية العرب المشاركين في الاجتماع الوزاري عن تقديرهم لحكمة القيادة السورية وموافقتها على الخطة العربية.

وأكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية أن الرئيس بشار الأسد أوضح معظم المسائل التي تتعلق بالمبادئ العامة والمفاهيم والإجراءات والتفاصيل التي ترتبط بما طرحته اللجنة الوزارية العربية خلال الاجتماع معه وأن سيادته أبدى استعدادا للتعاون مع اللجنة.

وحيا وزير خارجية مصر محمد عمرو كامل سورية وقيادتها وعلى رأسها الرئيس الأسد لما اظهره من حكمة وتغليب للمصلحة الوطنية للحفاظ على سورية قوية وموحدة لتبقى درعا للامة العربية مؤكدا أن الحكمة السورية ستساعد في التغلب على المشاكل التي ستظهر في طريق التنفيذ.

وبدوره قال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي إنه لولا حكمة الرئيس الأسد وقدرته على التغلب على المشاعر وهو يواجه أزمة خطيرة لم تمر بها سورية في تاريخها الحديث لما كان هذا النجاح الذي حصل مؤكداً أن هذا النجاح هو أول خطوة للدفاع عن سورية وبنفس الوقت هو خطوة جديدة في العمل العربي المشترك وستفتح الباب لإنجاحه داعيا المعارضة في الداخل والخارج إلى الاستجابة لهذا الجهد العربي.

بدوره عبر وزير خارجية العراق هوشيار زيباري عن تقديره لحكمة القيادة السورية وموافقتها على الخطة العربية بينما اعتبر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن سورية هي الركيزة الأساسية في منطقتنا العربية مشيراً إلى حرص بلاده على أمن سورية واستقرارها.

من جانبه وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة شكر سورية على موافقتها على الخطة العربية وقال: ما نريده أن تبقى سورية مركزا للعروبة كما كانت دوما داعيا إلى عدم استفزاز الحكومة السورية.

كما أعرب وزير خارجية فلسطين رياض المالكي عن تقديره للقيادة السورية على مسؤوليتها في التعاطي مع جهود اللجنة العربية معتبرا الاتفاق مؤشراً على قدرة العرب في الوصول إلى الضمانات المطلوبة لمعالجة القضايا العربية.

وشكر وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي سورية والرئيس الأسد على هذه الخطوة الإيجابية والفعالة.

بدوره أشار وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إلى أن ما توصلت إليه اللجنة هو انتصار لإرادة العمل العربي داعيا العرب إلى مساعدة سورية بشكل يضمن إنجاح هذه الخطة وقال إن الحكومة السورية قادرة على حل المشاكل والصعوبات التي قد تعترض تنفيذ هذه الخطة وسنسير معها لنصل إلى النتيجة التي نتمناها لها.

ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن موافقة الحكومة السورية تشكل إنجازاً يستحق خالص الشكر والتهنئة

Facebook
Twitter