صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

اتفاق سري بين بارازاني وجناح عزة الدوري وداعش على التعاون بينهم

كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء، عن أتفاقية سرية ابرمت في اربيل بين قيادات كردية وتنظيم “داعش” بحضور اعضاء في جناح عزة الدوري، تقضي بعدم التعرض لقوات البيشمركة الكردية المتواجدة في المناطق المختلف عليها بين الاكراد والحكومة الاتحادية، واعادة فتح مقرات الاحزاب الكردية في المناطق التي يستحوذ عليها “داعش”.

وقال المصدر إن “قادة اكراد عقدوا جولة من الحوارات السرية مع اعضاء في جناح عزة الدوري وقيادة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش، في احدى فنادق مدينة أربيل، اخرها عقد ليلة الاثنين الماضية، وتوصلت الاطراف الى اتفاق يتضمن عدة نقاط”.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن “ابرز النقاط هي عدم تعرض عناصر داعش لقوات البيشمركة الكردية المتواجدة في المناطق المختلف عليها بين حكومة اقليم كردستان، والحكومة الاتحادية”.

وتابع المصدر “كما تضمن الاتفاق على عدم التعرض لمقرات الاحزاب الكردية في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش، فضلا عن سماح التنظيم للاحزاب الكردية بفتح مقراتها في مدينتي الموصل وتكريت”.

وتضمن الاتفاق ايضا “السماح لعناصر تنظيم داعش باستخدام الطريق الرابط بين مدينة الموصل بمحافظة دهوك باتجاه تركيا، وعدم التعرض لهم من قبل قوات البيشمركة الكردية، بغض النظر عما تحمله سياراتهم”.

واكد المصدر أن “مقري الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستانيين عادا للعمل ظهر الثلاثاء الماضية في مدينة الموصل”، مبينة أن “بعض أعضاء الحزبين متواجدون في المدينة وعادوا الى الظهور مجددا”.

وكان عضو مركز تنظيمات نينوى للاتحاد الوطني الكردستاني قحطان هركي قد أكد، في 10 حزيران الحالي، اخلاء مقر مركز تنظيمات نينوى، ومقار الأحزاب الكردستانية في الموصل.

وسيطر مسلحون ينتمون لتنظيم “داعش”، في 10 حزيران الحالي، على مبنى محافظة نينوى ومطار الموصل وقناتي سما الموصل ونينوى الغد الفضائيتين، فضلا عن مراكز أمنية ومؤسسات رسمية أخرى، كما انتشروا في الساحلين الأيمن والأيسر من المدينة.

وفي سياق متصل قال مسعود بارزاني، الشعب الكردي عليه أن يغتنم الفرصة الآن لتحقيق حلمه ، وفيما جدد مطالبته رئيس الوزراء نوري المالكي بالتنحي، أكد أن الإقليم يحاول ضم كركوك منذ عشر سنوات وعاد الآن الموضوع من جديد بعد الأحداث الأخيرة.

وأوضح بارزاني، في مقابلة مع شبكة “CNN” الإخبارية الأمريكية، أن “العراق يعاني من انهيار واضح، وأن الحكومة الاتحادية فقدت سيطرتها على كل شيء”.

وتابع “نحن لم نتسبب بانهيار العراق، بل غيرنا كان السبب، ولا يمكننا أن نظل رهائن للمجهول”، مضيفاً أنه “آن الأوان لكي يحدد الأكراد هويتهم ورسمهم لمستقبلهم”.

وأضاف ايضا “إننا نشهد عراقاً جديداً يختلف عن العراق الذي كنا نعرفه من قبل عشرة أيام أو أسبوعين مضت”.

ونوه الى أن “الأحداث الأخيرة في العراق أكدت بأن الشعب الكردي عليه أن يغتنم الفرصة الآن، وأن عليهم أن يحددوا مستقبلهم “.

وأكد بارزاني بأن مصالح الاكراد يمكن أن تتم في الدولة، مشترطاً لذلك “وجود تفاهم وإن كان هنالك ضمان لشراكة حقيقية في السلطة، وقال “لكن الوضع معقد للغاية، والمسؤول عما حدث يجب عليه التنحي”.

وعند سؤاله إن كان رئيس الوزراء، نوري المالكي، المقصود بذلك، أجاب “بالطبع، فهو القائد العام للجيش، وقد بنى لنفسه جيشاً من أنصاره شخصياً، وليس من أنصار الدولة، وقد تلاعب بالسلطة والقوة، وقاد الجيش، وهذه كانت النتيجة”.

وعند سؤاله عن احتمالية إحداث تغيير على يد المستشارين الـ 300 الذين أرسلتهم الولايات المتحدة، أجاب “لا أعتقد ذلك، لا أعتقد بأن ذلك يمكن أن يحقق توازناً في القوى، وهذا أمر لا يمكن حله عسكرياً، فهو موضوع سياسي ويجب حله سياسياً، وبعد ذلك يمكن أن يكون الحل العسكري أسهل، إن كان هنالك اتفاق سياسي”.

وعن سؤاله هل استغلت قوات البشمركة الفرصة عندما سيطرت مؤخراً على مدينة كركوك، التي تشكل منطقة غنية بالنفط، اجاب بارزاني “لم يكن لدينا شك في أي وقت بأن كركوك تعتبر جزءاً من كردستان”، مشيراً بأن “كردستان حاولت أن تضم كركوك إليها منذ عشر سنوات، ولم نر أي جدية من الحكومة الاتحادية، ومنذ أن بدأت الأحداث في العراق الآن، فقد عاد الموضوع للطرح مجدداً بإعادة كركوك لكردستان”.

من جهة اخرى اتهمت وزارة النفط العراقية حكومة إقليم كردستان العراق بتصدير النفط الى اسرائيل في الوقت الذي اكد فيه الاقليم بيعه شحنة ثانية الى الأسواق العالمية من دون موافقة بغداد.

وأعربت الوزارة عن استنكارها لاستمرار “حكومة إقليم كردستان بتصدير النفط العراقي المستخرج من حقول الإقليم الى ‘اسرائيل’ في تجاوز صارخ للقيم والمبادئ والثوابت الوطنية لجمهورية العراق”.

وقالت مصادر إن ناقلة اسمها إس. سي. إف ألتاي تحمل شحنة من خام نفط كردستان العراق المنقول عبر خط أنابيب إلى تركيا رست في ميناء عسقلان الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح نفس اليوم.

ولم تأت الناقلة مباشرة من ميناء جيهان التركي الذي يتم من خلاله تصدير النفط المنقول عبر خط أنابيب كردستان.

وشددت الوزارة على انها “اذ تضع هذه الحقائق امام الشعب العراقي والرأي العام والجهات المعنية ومواطنينا في الإقليم، فإنها تهدف (…) الى وضع حد لاستمرار وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان بتصدير شحنات من النفط الخام المستخرج من حقول الإقليم بطريقة غير قانونية ومن دون موافقة الحكومة الاتحادية ووزارة النفط”.

واكدت الوزارة على “استمرارها بمتابعة وملاحقة الشحنات التي يتم اخراجها ونقلها عبر الموانئ الدولية بالتعاون مع مكاتب استشارية قانونية عالمية متخصصة”.

وقالت مصادر ملاحية محلية وأخرى من سوق النفط الجمعة إن بيانات تتبع السفن أظهرت أنه جرى تحميل النفط على الناقلة يونايتد إمبلم الأسبوع الماضي بميناء جيهان التركي ثم أبحرت إلى مالطا حيث نقلت الشحنة إلى الناقلة إس. سي. إف ألتاي لترسو بعد ذلك في ميناء عسقلان بموافقة السلطات الاسرائيلية.

من جهتها، اعلنت حكومة اقليم كردستان العراق انها باعت الشحنة الثانية من النفط الخام من خلال ميناء جيهان التركي، دون اذن بغداد، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الثروات الطبيعية السبت.

وقالت حكومة إقليم كردستان بعد يوم من نشر التقرير انها لا تتعامل مع إسرائيل في البيع.

وقال متحدث باسم وزارة الموارد الطبيعية في رسالة بالبريد الالكتروني إن حكومة كردستان تدحض بشكل قاطع الادعاء بانها باعت النفط إلى إسرائيل. وأضاف أن الحكومة لم تبع النفط سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لإسرائيل.

ولم يعلق المتحدث على أسئلة بخصوص الجهة التي باعت لها حكومة كردستان النفط أو كيف تم تسليم نفط خام من كردستان العراق إلى إسرائيل.

واوضحت الوزارة “يسرنا ان نعلن في وزارة الثروات الطبيعية في حكومة اقليم كردستان عن نقل الشحنة الثانية من النفط الخام بالأنابيب الى ميناء جيهان وتم تسليمها بأمان الى المشترين”.

وتقول حكومة كردستان إن تعدد الناقلات التي تنقل النفط الى الأسواق الخارجية يظهر لبغداد أن الأكراد يسيطرون على مبيعاتهم النفطية.

ولم تكشف اية جهة عما اذا كان بيع النفط الكردي الى اسرائيل كان بعلم حكومة الإقليم وباتفاق معها ام ان هذه الشحنة بيعت عبر وسيط ثان.

وأضاف بيان وزارة الثروات الطبيعية بالإقليم السبت “تم نقل الوجبة الثانية من النفط لإقليم كردستان، الذي يبلغ نحو مليون برميل من النفط الخام، بأمان من قبل ناقلة للسفن استأجرتها وزارة الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم”.

ويعتبر وصول نفط كردستان إلى اسرائيل أول نجاح لحكومة بارزاني في بيع شحنة سفينة من نفط كردستان الذي يصدر إلى تركيا عبر خط أنابيب جديد من الإقليم.

ووصفت الوزارة الخطوة “بالإنجاز التاريخي، الذي تم انجازه رغم ما يقرب من ثلاثة أسابيع من التخويف والتدخلات التي لا أساس لها من بغداد ضد ناقلة- أصحاب السفن والتجار والمشترين الدوليين”.

ولا تدعم الولايات المتحدة أقرب حليف لإسرائيل بيع النفط بشكل مستقل من جانب المنطقة الكردية وحذرت المشترين المحتملين من قبول الشحنات.

لكن مؤشرات التقارب المحتمل بين واشنطن وإيران أثارت قلق قادة إسرائيل في الآونة الأخيرة.

وقال مسؤولون إن إسرائيل ترغب في بناء علاقات طيبة مع الأكراد على أمل توسيع شبكة علاقاتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط وزيادة خياراتها لإمدادات الطاقة.

ولم يتضح ما إذا كان الخام الذي تحمله الناقلة اس.سي.اف ألتاي قد جرى بيعه إلى مصفاة محلية أم أنه سيفرغ في المخازن ربما لإرساله إلى وجهة أخرى.

وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الإسرائيلية “لا نعلق على منشأ النفط الخام الذي تستورده المصافي الخاصة في إسرائيل.”

وكانت السلطات العراقية رفعت في ايار/مايو دعوى ضد تركيا لدى هيئة تحكيم دولية اثر اعلان انقرة البدء بتصدير نفط اقليم كردستان العراقي الى الأسواق العالمية من دون اذن بغداد.

وتتهم بغداد اقليم كردستان ببيع النفط في خارج إطار القانون العراقي، وتعتبره تهريبا وسرقة لثروات العراق.

لكن وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان التي لم يكن بالإمكان الحصول من تعليق منها السبت على اتهام بغداد لها بتصدير النفط الى اسرائيل، تشدد على انها تتصرف تماما ضمن سلطاتها بموجب الدستور.

 

Facebook
Twitter