صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

اتحاد قوى النجيفي والجبوري والمطلك سعودي اكثر من بني سعود

ليس موقفا محرِجاً فحسب، بل مهزلة سياسية، وأخلاقية أوقع فيها “اتحاد القوى” نفسه حين أشاد في بيان، بتصريحات السفير السعودي في بغداد، حول الوضع الداخلي العراقي والحشد الشعبي، معتبرا إياها تصريحات “طبيعية”، فيما رفضت الخارجية السعودية، نفسها هذه التصريحات.
ولم يتأنّ هؤلاء السياسيون لمعرفة ردود أفعال شعبهم على التصريحات، مثلما لم ينتظروا موقف الحكومة التي يشتركون معها في عملية سياسية ديمقراطية بل راحوا يتسابقون لإظهار الود للرياض وكسب دعمها، ليضعوا انفسهم في موقف لا يحسدون علبه.
السعودية وبعد طول وقت، رفضت تصريحات سفيرها، كما رفضت التدخل في الشأن الداخلي العراقي على حد زعم رد فعلها، فيما “اتحاد القوى” رحّب بموقف السفير، ليبلغ التناقض في أقصاه بين موقفين، حين بدا رد الفعل السعودي أكثر إنصافا للعراقيين من بيان اتحاد القوى.
ما معنى “لا تكن ملكياً أكثر من الملك؟”…
هذه جملة تاريخية زاد انتشارها في عصر الثورات على الملكيات في أوروبا، وهي جملة أصلها “سياسي”، وتعني: لا تدافع عن الملك ومن معه، أكثر مما يدافع هو عن نفسه.
ووصفت تدوينات وآراء بان ما حدث “عار” على “اتحاد القوى”، وتعبير عن “عدم نضج سياسي” وإقرار بالتبعية للمواقف الأجنبية من دون ان يكلف هؤلاء أنفسهم دراسة حجم الخسارة من جراء هكذا مواقف غير مدروسة.
وكان السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، قال في حديث مع قناة السومرية التلفزيونية، إن على قوات الحشد الشعبي أن تترك قتال الإرهابيين للجيش العراقي وقوات الأمن الرسمية لانها قوات “غير مقبولة” من قبل أهل السنة.
دفاع اتحاد القوى عن السفير السعودي في بغداد عبر البيان الذي تلاه حيدر المُلا الناطق باسم هذه القوى، كشف وبشكل جلي انهيار الأخلاق السياسية والروح الوطنية لهؤلاء السياسيين الذين انتظروا فتح السفارة السعودية في بغداد على أحر من الجمر، طمعا في العمولات والمال السياسي، الذي ترصده الرياض كالعادة للتابعين لسياساتها والمنفذين لأوامرها، كما هو الحال في لبنان ودول أخرى.
وكان بيان “تحالف القوى” اعتبر تصريحات السفير السعودي ثامر السبهان، “طبيعية” “مستغربا” ما اعتبره “حملة سياسية معدة سلفا ضد السبهان”.
ووصف البيان تصريحات السفير، بأنها “تحمل نوايا طيبة للملكة العربية السعودية تجاه جميع إخوانهم العراقيين بلا تمييز على أساس الطائفة والعرق”.
ما يلفت في بيان “اتحاد القوى”، انه لم يدافع عن العراق بقدر حماسة المنقطع النظير في الدفاع عن السعودية.
التفسيرات لهذا الموقف بحسب استطلاعات صحفية بين إعلاميين وسياسيين تشير الى ان “اتحاد القوى” وضع نفسه في مأزق من “العار” و”التبعية”، طمعا في التمويل من الدولار السعودي.
يجدر ذكره ان اغلب سياسيي “اتحاد القوى” عرفوا بكونهم “تجار سياسة” وارتبطت بهم ملفات فساد معروفة مثل آل الكربولي وصالح المطلك، وبالتالي فان استمالتهم بالمال أمرا لا يبدو صعبا، وهو ما يفسر دفاع القيادي في “اتحاد القوى” النائب محمد الكربولي، المستميت عن تصريحات السفير السعودي.
جدير ذكره، ان السفارة السعودية في بغداد التي أغلقت عام 1990 بعد الغزو العراقي للكويت وافتتحت مؤخرا، عدّت بمثابة علامة ايجابية على تعاون أوثق في قتال تنظيم داعش الذي يسيطر على أراض في العراق وسوريا.
واستدعى العراق، السفير السعودي الجديد لدى البلاد، الأحد، بعد أن أشار إلى أن فصائل عراقية تتسبب في تفاقم التوترات الطائفية ويجب أن تترك محاربة تنظيم داعش للجيش العراقي، وقوات الأمن الرسمية.
ويسلّط موقف “اتحاد القوى” من السفير السعودي عمق التبعية لسياسيين عراقيين، ولهاثهم وراء مؤامرات التحريض بين السنة والشيعة في بلدهم، وسعيهم الى إقحام دول اجنبيه في الشأن الداخلي لبلادهم.
كما ان نائب رئيس الجمهورية المُقال، اياد علاوي تلقّف كرة التحريضات ضد الحشد الشعبي وقال في حوار جديد، مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية،‏الإثنين‏، 25‏ كانون الثاني‏، 2016، ان الناس صارت تلجا الى الميليشيات حين يتعرضون لمشكلة لحلها ولا يلجؤون إلى السلطات الحكومية، في محاولة من علاوي لإفهام العالم بان العراق بلد مليشيات فحسب، قاصدا بذلك فصائل الحشد الشعبي.

Facebook
Twitter