منذ عودته من العاصمة الايرانية مساء الاربعاء الاسبق ونائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي منهمك بعقد سلسلة اجتماعات مع قيادات في حزب الدعوة الاسلامية الذي يتولى أمانته العامة منذ عام 2007 بعد الاطاحة بزعيمه السابق ابراهيم الجعفري الذي اضطر الى تشكيل حركة سياسية جديدة تحت مسمى تيار الاصلاح الوطني.
وحسب ما أعلنه عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس كتلة (ائتلاف دولة القانون) خلف عبدالصمد في جلسة مع مجموعة من النواب تحلقوا حوله في كافتريا البرلمان (الاثنين) الاسبق، فان قيادة الحزب تنتظر عودة الامين العام من طهران للشروع باتخاذ سلسلة اجراءات وقرارات ستترك آثارا (تهز) الاوساط السياسية في العراق (حسب وصفه).
ورغم ان عبد الصمد لم يخض في تفاصيل (الهزة) التي توقعها الا انه قال صراحة ان حزب الدعوة لن يقبل بـ(ثنائية) القيادة، وانه سيحسم قضية (ابو يسر) وفريقه، في اشارة الى العبادي وعدد من المتعاطفين معه في قيادة الحزب ابرزهم وليد الحلي وعلي العلاق.
ومما قاله عبدالصمد الذي بات واحدا من صقور حزب الدعوة واكثرهم تأييدا للمالكي في جلسة الكافتيريا التي يبدو انه عمد الى عقدها للتبشير بقرارات يزمع الحزب اتخاذها قريبا ان دولة (ابو اسراء) تعرض الى الظلم كثيراً من الذين أحسنَّ اليهم ورفع مكانتهم مرددا بيت شعر قديم قاله طرفه بن العبد وصار مثلا متداولاً يقول: (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .. على المرء من وقع الحسام المهند).
وحسب مصادر نيابية مطلعة تتابع الاجتماعات المتواصلة التي يعقدها المالكي مع قيادات حزبه واوسعها الاجتماع الذي شهده منزل أمين عام الحزب في المنطقة الخضراء ظهر يوم (الجمعة) الاسبق عقب الغداء ، فان المالكي يشعر بانه جُرح وأهين مرتين في اسبوع واحد عندما أصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا بالغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية وهو أحدهم، والتركيز على اسمه كمتهم اساسي في تقرير اللجنة النيابية في احداث سقوط الموصل، ونقل عن النائب محمد الصهيود أمام عدد من النواب نهاية الاسبوع الماضي ان من يعتقد ان دولة ابو اسراء حائط (نصيص) واهم قطعا، متوقعا ثورة (الحليم) التي قال انها ستكون (عاصفة).
ووفق اراء عدد من النواب فانهم أجمعوا على ان اولوية المالكي الان هي (تسفيه) تقرير لجنة الموصل النيابية ونبش ملفات رئيسها النائب الصدري حاكم الزاملي عندما شغل لسنوات وكالة وزارة الصحة سابقاً، وبهذا الصدد فان معلومات يتداولها النواب باستغراب شديد مفادها ان رئيس هيئة النزاهة وكالة حسن الياسري زود حزب الدعوة بحمولة (بيك اب) من ملفات منتقاة لخصوم المالكي تحتفظ بها الهيئة ومنها ملفات الزاملي وبهاء الاعرجي وشقيقه حازم ومها الدوري ومحمد صاحب الدراجي وآخرين من قياديي التيار الصدري.
وكان رئيس الحكومة حيدر العبادي قد اختار الياسري في السادس من نيسان رئيسا لهيئة النزاهة وكالة بدلا من رئيسها السابق علاء جواد الساعدي، وتردد في حينه ان حزب الدعوة هو الذي رشح الياسري لرئاسة الهيئة وخالد العطية لرئاسة هيئة الحج والعمرة وان العبادي اضطر الى القبول بهما.
وعلى صعيد المؤتمر القادم لحزب الدعوة فان المعلومات المتسربة من داخل الحزب تشير الى ان الموعد المتوقع لعقده سيكون في الاسبوع الثاني من شهر ايلول المقبل وان لجنة من الحزب برئاسة عضو المكتب السياسي علي الاديب على وشك الانتهاء من اعداد وثائق المؤتمر وجدول اعماله ومسودّات قراراته وتوصياته.
- info@alarabiya-news.com