تحيي بلدان العالم والمنظمات الدولية الطبية والانسانية في 24 اذار من كل عام اليوم العالمي لمكافحة مرض السل، والذي يوافق في ذكرى اكتشاف روبرت كوخ في عام 1882 البكتريا المسببة لذلك المرض الفتاك الذي يصيب ثلث سكان العالم بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، وتتركز معظم اصاباته قي الدول النامية، منها العراق. ويؤكد مدير البرنامج الوطني لمكافحة التدرن في العراق الدكتور ظافر سلمان ان العراق يحتل حالياً المرتبة السابعة ضمن اقليم شرق المتوسط من ناحية تهديدات المرض بشكله الوبائي، مبيناً ان التقديرات السنوية لحالات الاصابة الجديدة بمرض السل وصلت الى 16 الف حالة في العراق، فيما تراوحت الوفيات من ثلاثة الى أربعة الاف حالة ،مع اكتشاف قرابة 10097 حالة تدرن في كل انواعه خلال عام 2010. ويشير الدكتور ظافر الى ان الوزارة وضعت خطة استراتيجية للوصول الى الهدف العالمي باكتشاف 70% من الحالات المتوقعة، قائلا:
“وصلنا الى اكتشاف قرابة 50% من الاصابات المتوقعة، بالرغم من الظروف الصعبة مع قلة الكوادر والتجهيزات والدعم.. وسعنا شبكة التشخيص الى نحو 130 مركز تشخيصي لمرض السل، بعدما كانت متوزعة في عام 2007 على 18 مركزاً، ونسعى لجعلها خلال العامين المقبلين نحو 300 مركز لفسح المجال امام اكبر عدد من المرضى الى اقرب مركز تتوفر فيه ادوية ذات جودة وكفاءة”. ويؤكد الدكتور ظافر الحاجة الى تظافر الجهود لبلوغ الهدف العالمي للحد من معدلات وقوع مرض السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015 واستئصال المرض نهائيا، وان تكون هناك حالة اصابة لكل مليون شخص، وذلك وفق توصيات برنامج منظمةالصحةالعالمية حتى عام 2050.
من جهته اكد ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور مؤيد لطفي وجود دعم فني ومالي مقدم من المنظمة الى العراق لمساعدته على تبني برامج دحر مرض السل، مشيراً الى تخصيص مبلغ 28 مليون دولار تنفق بين عامي 2011 الى 2014 لتطوير وتأهيل الكوادر الطبية والصحية، والخط الاول من الادوية العلاجية، وزيادة عدد المختبرات التخصصية الى 324 مختبراً. يذكر ان مرض السل مرتبط بالفقر والبيئة المعيشية السيئة التي تؤثر فيها عوامل من توفر اشعة الشمس والتهوية والرطوبة، ويصيب بالمقام الاول البالغين في اكثر مراحلهم العمرية انتاجا وعطاءا، وهو ينتشر عبر المخالطة بين اكثر من ملياري شخص في العالم يحملون عصيات السل ولا تظهر عليهم الاعراض الا بعد ضعف جهاز المناعة.