أسرة ارهابية تمتهن (المبايعة) وتعاقر السجون وتقتل الناس-القسم الثاني

رغم مقتل ابنه: اب ارهابي يزج ابناءه واخوته في عصابات داعش الارهابية

الاستخبارات العراقية تدهم معملا ارهابيا في منطقة عويريج وتقبض على امراء مفارز ارهابية

 

وبحسب اعترافات “أبو زينب”، فان التنظيم عين واليا جديدا لـ”ولاية الجنوب” يدعى “أبو صفاء”، بعد مقتل سلفه “أبو إياد العزاوي” في عام 2014، والذي بدوره أوكل مهمة إداري الولاية إلى السائق الشخصي للوالي السابق ويدعى “أبو عبد الله”، قبل أن تتمكن قوة من استخبارات الشرطة الاتحادية القبض على “الوالي” الجديد وزوجته خلال قدومه من الفلوجة إلى بغداد للإشراف على عملية إرهابية.
التحقيق الابتدائي مع “أبو صفاء” في محل اعتقاله دفعه إلى الكشف عن هوية “أبو زينب”، لكن الفريق الاستخباري، احتال عليه بذكاء من خلال التأكيد بأن الأخير هو عنصر متعاون مع الأجهزة الأمنية، ما أدى به إلى الانهيار والإدلاء بجميع ما بحوزته من معلومات، في حين تم الإفراج عن زوجته بعد أن كانت شاهدا على تفاصيل التحقيق.
تسرب خبر تعاون “أبو زينب” الذي ادعته القوة الاستخبارية إلى قيادات التنظيم بواسطة زوجة “والي الجنوب”، استغرق أسبوعا قبل أن يؤتي ثماره، حيث تلقى اتصالا من إداري “الولاية”، أبلغ خلاله بضرورة إحضار قوائم اسر قتلى التنظيم ومعتقليه والتي كانت تضم أسماء نحو 200 أسرة والحضور إلى الفلوجة، حيث ما أن تم ذلك حتى ابلغ بقرار لما تسمى “لجنة الشورى في الولاية”، يقضي بإعفائه من مهامه.
الشمري تلقى قرار إعفائه من دون أي نقاش خوفا على حياته، ليكتشف لاحقا أن القرار جاء اثر شكوك بولائه للتنظيم، بعد التبليغ عن مكان تواجد شقيقه وتنقله بين نقاط التفتيش من دون تردد على الرغم من كونه مطلوبا للقوات الأمنية، لتؤكد تلك الشكوك شهادة زوجة “الوالي” بتعاونه مع القوات الأمنية.
ويبين الإرهابي، أن “إعفاءه من مهامه اضطره إلى الانتقال للعيش في منطقة الدورة متخليا عن منزله في منطقة المنصور لارتفاع تكلفة استئجاره، وقطع الكفالة التي كان يحظى بها من التنظيم”، لتقتصر فعالياته بين وظيفته في شركة الفداء العامة والتواجد في منزله حتى منتصف عام 2014.
شهر حزيران وما شهده من سيطرة لتنظيم داعش على مناطق واسعة من البلاد وانهيار مروع للقوات المسلحة العراقية، دفع بالإرهابي حاتم عيفان جديع جبر الشمري، إلى “الاستقتال” من أجل تقديم بيعة جديدة للمجاميع الإرهابية كانت السادسة، وهذه المرة لتنظيم داعش وهو ما تحصل له مطلع شهر آب من العام ذاته، بعد عدة محاولات فاشلة.
ارتباط “أبو زينب” بداعش كما يشير، تم اثر لقاء له بـ”والي الجنوب الجديد أبو عارف” في مدينة الفلوجة، التي وصلها برفقة ولده البكر المدعو “وليد” دون أي تعرض من نقاط التفتيش، بتوسط من “أميره المباشر آمر قاطع الحمزة”، أكد فيه ولاء الشمري التام للمجاميع الإرهابية، حيث أسندت له مهمة “آمر مفرزة بكتيبة البغدادي وإداري الأسرى والشهداء في كتيبة ذاتها”، في حين تولى ابنه البكر ذو الـ 18 عاما مهام “إعلامي ولاية الجنوب” لبراعته في استخدام أجهزة الاتصال وشبكة الانترنت”، بعد أن بايع التنظيم.
مصير نجل الشمري البكر والذي كناه التنظيم بـ”أبو خالد” كان القتل بقصف جوي استهدف مضافة للتنظيم بالفلوجة غرب بغداد في أيار من عام 2015.
شقيق “أسرة الإرهاب” الأكبر، عاد إلى بغداد وشكل مفرزة تابعة لـ”كتيبة البغدادي”، تتكون من كل من شقيقه “حارث” بمنصب “مسؤول مشجب كتيبة البغدادي”، و”بلال” وكنيته “أبو أوس” بمنصب “الناقل الرئيس للكتيبة”، وابني عمه عمر المكنى” أبو حفص” لتولي بمهام تجهيز ونصب العبوات، وخليل المكنى “أبو رقية” لتولي مهام ناقل وجندي، بالإضافة إلى جندي آخر ضمته المفرزة.
مفرزة “أبو زينب”، ضمت أيضا نجله الصغير “إبراهيم” ذا الـ15 عاما الذي كان يروم التوجه لأداء البيعة لداعش في الفلوجة، إلا أن الخوف من مصير مشابه لشقيقه الأكبر دفع بالأب الإرهابي إلى الإبقاء عليه في بغداد.
الارهابي الشمري، يوضح أن مفرزته ارتبطت إداريا بشقيقه المدعو “غازي” الذي عاد لشغل منصب “إداري قاطع الحمزة” بعد خروجه من المعتقل، وتمثلت مهامه فيها بتوزيع الأموال لأسر قتلى ومعتقلي التنظيم، ونصب تسع عبوات استهدفت قوات الجيش والشرطة في مناطق مختلفة من جنوب العاصمة بغداد.
نجاح شعبة استخبارات اللواء السابع في الشرطة الاتحادية، باعتقال “إرهابيين” ينتمون لـ”ولاية الجنوب” في داعش خلال الفترة السابقة، كشف لها خيوطا مهمة مكنتها من ضرب أهداف حيوية قتل في أثرها ابرز قيادات “ولاية الجنوب”، ما اضطر التنظيم إلى تغيير أمراء القواطع أكثر من أربع مرات خلال فترة وجيزة، بحسب مصدر استخباري.
المصدر كشف أن ما تبقى من قيادات “ولاية الجنوب”، كانت تتخذ من الفلوجة حصنا لها، حيث شكلوا فريق عمل لمتابعة عناصر “كتيبة البغدادي” بعد نجاح الأجهزة الاستخبارية بتحجيم عملها وتقليص نشاطاتها، ولجأوا إلى التنسيق مع الكتائب الأخرى ضمن “قاطع الحمزة”.
الجهود الاستخبارية تمكنت، بعد ذلك، من تحديد هدف مثلت إصابته “ضربة قاصمة” لـ”ولاية الجنوب”، بعد أن اتفق “أمراء مفارزها”، على تجهيز مكان لصناعة عبوات ناسفة ولاصقة محلية في منطقة عويريج الصناعية، جنوبي العاصمة، كما يؤكد المصدر.
عملية استخبارات اللواء السابع في الشرطة الاتحادية على الهدف تمت، بعد نقل المواد المستخدمة بصناعة العبوات، وخلال اجتماع لبعض “أمراء المفارز” ومن بينهم حاتم عيفان جديع جبر الشمري وعدد من أفراد أسرته الداعشية، بشكل سريع ومباغت وأسفرت عن اعتقال جميع الإرهابيين.
الأجهزة الاستخبارية حققت بتلك العملية أحد أهم انتصاراتها بتفكيك معظم خلايا “ولاية الجنوب”، وأسدلت الستار على نشاط “أسرة إرهابية” استمر لأكثر من عشرة أعوام، بانتظار حكم القضاء بحقهم مقابل جرائمهم المشينة.

 

 

Facebook
Twitter