أحفاد الأحفاد يتوجهون لساحة التحرير رفضا للظلم والإضطهاد

لماذا نتذكر ونفخر بثورة عمر المختار وفترة سعد زغلول وثورة المليون شهيد والثورة العراقية الكبرى ثورة العشرين ولماذا بقيت هذه الثورات وغيرها باقية في سجل التاريخ ومن هولاء الذين ثاروا وقاتلوا وضحوا أكانوا يقاتلون من أجل مصالحهم أكانوا يقاتلون من أجل أن يصبحوا لصوصا للمال هولاء وقفوا وقفتهم الوطنية تجاه جبروت الإستعمار بمختلف تسمياته وأساليبه رغم وسائلهم البسيطة في القتال ورغم اسلوبهم المبسط في نشر ثورتهم
فكانوا رموزا أٌحتُرِمت من قبل حتى أعداءهم الذين وجدوا بهم مثالا لنيل حريتهم وأستقلال بلدانهم  ،
وإذ يعيد التاريخ نفسه ولكن بدرجات أعلى من الوعي وأعلى من المصداقية تجاه ما يجري في العراق تجاه ما فعل به الحكام الجدد الذين لم يواجهوا الإستعمار والإحتلال مثلما واجهه أجدادنا ومرحلتهم التاريخية تلك بل رضوا ورحبوا وتعاونوا بما خطط له شلة المتأمرين الدولية لتحطيم العراق فاذ كان الشعب العراقي قد ثار في الخمسينات على كل الأحلاف والمعاهدات التي أضرت بوجوده وكيانه المادي والروحي ومنها بورتسموث وحلف بغداد رغم أن العراق أنذاك لم يكن تحت السيطرة الإستعمارية وقد لاقت ثورته تلك مسانده مطلقة من كل الرموز والفئات والمثقفين والبسطاء ومن كل المدن العراقية بمختلف قومياتها وأطيافها كون هولاء لديهم وطنهم أثمن من أموال
العالم بل ورغم ما وصفهم البعض بأنهم على فطرتهم الأولية رفضوا الإغراءاءت والوعود التي أكالها لهم أصحاب تلك المعاهدات وأتحدوا بمواجهة ذلك الإغتصاب السيادي لوطنهم وذلك الرفض وكما هو معلوم ضمن تاريخ العراق الحديث هيأ للوحدة الوطنية وحرك الوعي العراقي والعربي فأنتعشت الصحافة والمحافل الأدبية وأهم من ذلك كله تعززت الثقة بالنفس ثقة الإدارة بأن الشعوب قادرة على إحداث التحول المطلوب تجاه مايريده
العراقيون وقد نجحوا بثورتهم وهزوا الإمبراطورية البريطانية التي بعد أن عجزت عسريا بمواجهتهم حاولت التملق لثورتهم لكن أصرارهم على التغيير كان حدا فاصلا بين الفساد والسيطرة الأجنبية وبين بناء الوطن بعرق جبين أبنائه والنعيم في ظل إستقلاله لقد مهد ثوار العراق في العشرينيات وما تبع هذه الثورة فيما بعد من رفض شعبي للسياسات الإستعمارية مهدت لهزيمة الإمبراطورية البريطانية وسقوط تاج عرشها في العراق لذلك أن أحفادهم شباب العراق يدركون الأن ما ألم ببلادهم بماجاء به المحتل وما فرضه على الشعب وبتنفيذ من أنيابه من ممارسات وتسويفات ومماطلات وسياسات فاسدة وباطلة وهم اليوم حين يجسدوا تراثهم الثوري ورفضهم للظلم وللإضطهاد فهم أحفاد الأحفاد والذين سيتوجهون لساحة التحرير ويملاءوا كذلك شوارع بغداد ليأكدوا رفضهم القاطع لما يجري على وطنهم من قبل من فقد رشده وعبث بالقيم والمحرمات
ولم يراع أي هاجس أخلاقي ليفتوا بالحرام ويشرعوا ماشاءوا بأسم الدين الحنيف فيحيلوا مجتمع الخير والنقاء إلى مجتمع يعرش فيه النفاق والبغاء ،
إن الأغلبية من المجتمع العراقي عدا أصحاب المصالح والمنافقين قد أدركوا الحقائق ولديهم المئات من الأسباب
التي تجعلهم يعلنون الثورة ويتدفقون لساحة التحرير ويهتفون بوجوه واضحة واصوات مدوية يهتفون بزوال الفئة التي اذلتهم وجوعتهم وانتهكت اعراضهم وكذبت عليهم وضيعت وطنهم وهم قطعا لايهابون المدرعات ولا أسلحة الجند كون قضيتهم لاتخص هولاء بل تخص أرباب السوابق القاطنون في المنطقة الخضراء التي ستدك قلاعها وسيدخلها شباب العراق فاتحين محررين والنصر من عند الله يأتي النصر لمن يشاء

Facebook
Twitter