أحزمة ناسفة تسرق الهواتف النقالة بدل قتل الناس

فجأة ومن دون سابق إنذار، أصاب المتبضِّعون في “سوق مريدي” في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد الهلع بعد سماع صوت انفجار خافت عند منتصف السوق الكبير الذي يقدر عدد مرتاديه بالالاف.

وفي هنيهة اصبح كل الموجودين يعدون من دون أي شعور إلى شتى الجهات وآخرون يدخلون المحال التجارية وعلى وجوههم خوفا وصفرة وشحوبا؛ عندما تعالت الاصوات، “حزام ناسف.. حزام ناسف”. وما هي الا لحظات حتى بدأ اصحاب المحال التجارية بتهدئة الناس. والشرح لهم إنها طريقة جديدة لسرقة حاجيات “الهاربين” بعد ان يشيع لصوص بوجود مفجر انتحاري.

“شفق نيوز”، حاولت أن تتقصى عن هذه “الطريقة” وتفاصيلها. فكان لها حديث مع عدد من اصحاب المحال والمتسوقين. إذ يقول ابو صالح صاحب محل بيع المواد المنزلية ان هناك اشخاصا يقدر عددهم بالأربعة يقومون بين الحين والاخر خاصة ايام الجُمَعِ حيث تكتظ السوق بافتعال انفجار مزعوم من اجل نشر الخوف والهلع بين اصحاب المحال والمتبضعين ومن ثم سرقة المواطنين واصحاب المحال والاكشاك.

كريم جاسم يبيع اجهزة الهواتف المحمولة التي تحمل ماركات (علامات) عالمية تحدث وهو مبتسم اذ تبين انه يعرف ما يقوم به هؤلاء الاشخاص من خدع تنطلي على البعض. ويقول “انا اعرف الاماكن التي يقومون بإحداث الضجة والخوف. فهي بالتحديد قرب بائعي اجهزة الهواتف ذات السعر المرتفع، فانا لم أهتمَّ بكل ما يقومون به وأبقى محافظاً على أغراضي من السرقة”.

أما ابو جعفر صاحب الخمسين عاما كان له رأي مغاير عن سابقيه إذ يقول إن هؤلاء هم من العناصر المسلحة ويريدون عكس قصة الذئب الكذّاب الذي يفتعل كارثة من اجل ايهام الناس وفي النهاية تقع كارثة حقيقة ولم يصدقه احد، فهم- وما زال الكلام لأبي جعفر الذي يبيع الشاي داخل كشك صغير- يحاولون ان يجعلوا الناس لا تهرب عند سماعها صوت انفجار او تنبيها من اشخاص حول وجود انتحاري وبذلك يوقعون كارثة لأن الناس لم يأخذوا حذرهم بشكل جيد.

عناصر الأجهزة الامنية في ذلك السوق داخل سياراتهم عند مدخل السوق من جهة مستشفى الامام علي والمدخل الاخر عن تقاطع “الگيارة” اما الفروع الجانبية فهي من دون أي حماية وحتى في داخل السوق لا توجد دوريات للأجهزة الأمنية الامر الذي يسهل عمل الجماعات المسلحة التي عادة ما تستهدف مدينة الصدر شرقي العاصمة خاصة ان هذا السوق يقصده الالاف يومياً ومن مختلف المناطق كونه يحتوي تقريبا جميع احتياجات المواطن العراقي.

مراقبون للشأن الامني دعوا الجهات المختصة الى الوقوف على حقيقة ما يجري داخل هذا السوق وكان اخرها افتعال لانفجار مزعوم يوم الجمعة 16/5/2014، كما طالبوا بمعرفة من يقوم بهذه الخدع والتأكد من نواياهم وهل انهم ينتمون للجماعات المسلحة التي تريد تفجير السوق بعدد من الاحزمة الناسفة أم انها مجرد خدعة وانهم لصوص حقيقيون.

وسوق مريدي هي أحدى الأسواق الشعبية التي تقع في مدينة الصدر (الثورة سابقا) وتحديدا في شارع يسمى شارع الجوادر، حيث تساوي طولها نحو ثلاثة قطاعات من قطاعات المدينة البالغ عددها 80.

وجاءت تسميتها نسبة إلى أحد البائعين في هذا السوق وهو يسمى مريدي حيث تأسست بعد إنشاء مدينة الثورة الثورة بنحو عشر سنوات أي تقريبا في سنة 1972، ولعل أبرز ميزة لها هي توفر كل ما يرغب المرء بشرائه وباسعار رخيصة جداً.

وقد حاولت أمانة بغداد إزالة السوق لعدة مرات بسبب الزحام الذي يؤدي إلى قطع الشارع الرئيس (شارع الجوادر) لكن من دون جدوى، فقد ظل الحال كما هو عليه لحد الآن.

 

Facebook
Twitter