نادية العبيدي
السرقة حادثة عادية تحدث كل يوم تقريباً بل كل لحظة وفي مختلف انحاء الكوكب الارضي من شرقه الى غربه .. ومن شماله الى جنوبه .. ومثلي من الاشخاص العاديين اتعرض ايضاً لمثل هذه الحادثة .. وليست هي الان محور كلامي عن السرقة فلها حديث خاص .. له بداية وليست له نهاية …
تعرضت الى سرقة جهازي الخلوي نهاراً جهارا.. وطبعاً ليست في الامر غرابة ولا انا في صدد اعلان مدفوع الثمن او مجاني موجه الى من يجده كي يحضره لي مع وعد بمكافأة مجزية لصاحب الحظ السعيد ، ورغم انه هاتف عادي وليس باهظ الثمن .
والان سنأتي للمسألة المهمة من هذه السرقة .. حينما اكتشفت سرقته اقصد ضياعه كما اتهمني بعض من اصدقائي المقربين .. اتصلت فوراً بمركز خدمة الزبائن وبقيت انتظر على الخط مدة اكثر من 6 دقائق وهم يستعرضون عضلاتهم اعني خدماتهم والاعلان عنها .. ومن ثم جاءني الفرج وانشرحت اساريري من خلال صوت فتاة ناعم وبلهجة سريعة قائلة:(شركة اسيا مركز خدمة الزبائن اهلا بكم تفضلوا) فبادرت بالسلام وشرحت لها الامر وكنت متعشمة ان تساعدني بأيقاف الخط كي لا تسول نفس السارق له استخدامه او يرتكب به اية مشكلة او ازعاج للاخرين… لكنها فاجأتني بالقول بأنها لا تستطيع ابداً مساعدتي رغم اني خبرتها ان الخط باسمي والعقد بين يدي وهويتي ممكن ان اعطيها رقمها .. وبقيت مصرة ان تحاول مساعدتي ..!! بعد انقضاء دقائق قالت اذهبي الى الشركة الرئيسية وهي تقوم بالواجب .. وانهت الحوار بـ : (شكراً لاتصالك ) وبقيت فاغرة الفاه وهي بكل بساطة اغلقت الخط … لملمت غضبي .. ولفلفت عباءة صوتي وشكرتها .. رغم انها لم تكن على الجانب الاخر من الاتصال ..!! وقلت الحمد لله فسألني الجميع (هل اوقفت لك الخط ..) فأجبت بأبتسامة :(لا ) فردوا: اذن عن اي شي الحمد لله فقلت:( ان الاتصال مجاني..!!) لان الهاتف ليس هاتفي والمكالمة استغرقت 10 دقائق بالتمام والكمال ..
وتوجهت فوراً لاقرب وكيل واذا به مغلق وفهمت انهم يقفلون عند الساعة الثانية ظهراً .. واستغفرت ربي وحمدته على ما ابتلاني .. وتوجهت في اليوم التالي وفي ساعة مبكرة الى موقع الشركة ومعي هويتي والعقد المبرم معها .. فأذا بي اواجه وافاجأ ايضاً بطلبات عجيبة غريبة ومستمسكات اخرى وصورة شخصية كأنهم يبيعون لي قطعة ارض وبالطبع لم اكن احمل كل الاوراق … وذهبت في اليوم الثالث واعطيتهم ما يطلبون .. وكل هذا والخط لم يوقف عن العمل .. والازعاجات مستمرة وتبدأ بعد منتصف الليل وحتى الصباح لمن موجودة اسماؤهم في السجل الخاص بالهاتف … وبعد كل هذا اخذوا بصمة الابهام الايسر ومبلغ ثلاثة الآف دينار .. وبأبتسامة جامدة من وجه واجم قالوا ان الخط سيتوقف اليوم !! واما السيم كارت الجديد فعليك ان تأتي بعد اربعة او خمسة ايام كي تتسلميه بعد احضار الهوية الشخصية..!!
غادرت الشركة وانا ناقمة على اليوم الذي اشتريت فيه الخط بل الهاتف اساساً ..
تمادت شركة اسيا في سوء تقديم الخدمات الخاصة بها … وغلاء الاتصال وتحويله من الدقائق الى نظام الثواني الذي فرح به المواطن وبطريقة او بأخرى صارت تنصب الكمائن للمشتركين عن طريق ارسال الرسائل القصيرة التي تعرض خدمات الاشتراك بمسابقات او اجابة عن استفسارات… اذن يبقى الحال على ما هو عليه طالما ان الحكومة لاهية بالمنافع التي تقدمها لها اسياسيل ولو حلبت اموال المواطنين حلبا واوقعتهم في مصائد المغفلين ليلا ونهارا.. وعلى المتضرر ان يلجأ الى شركة اخرى اكثر مكرا وتفننا بسرقته…!!!